بسم الله الرحمن الرحيم
مدرســــــــــة التخـــيل
لعلك تتساءل عن عنوان المقال
وأي مدرسة تلك التي ليس لها منهج ولا تقوم إلا على الوهم والتوهم
نعم..هي في الخيال أستاذها عقلك وتلميذها أنت ومنهجها آيات من القرآن وبرق وقبس من نور النبوة لتستطيع أن تعيش متوهما للحظات صورة من الآخرة قبل أن ترحل إليها لعل قلبك يرق وتوبتك تسرع وصلاتك تخشع وشوقك لرؤية وجه الله يزيد
سنبدأها من هنا..من دار الموت بصورها البيضاء وأيضا السوداء فبالأضداد يظهر ضوء القمر جليا عندما يخنقه الليل بقبضة من سواد
وأيضا يتألق النور عندما يتجلى بعد الظلام
أول خطوة
أنت...وأنا
نجلس الآن أمام شاشات لا تشعر ولا تحس ولا تنبض لكنها تتحرك..ربما لا نعد أنفاسنا لكنها تعد وتحصى على كتفيّ ملكان لا أستطيع سماع صرير أقلامهما..ولا أدري حتى كيف هو شكل القلم ولا كيفية التدوين سبحان الله..لكنهما يكتبان
ترى كم تبقى من اللحظات...وهل سأموت الآن...أم بعد ساعة..أو ربما ساعتان
ربما أنت الآن وحدك أمام الحاسوب..والصمت يحتويك ولا تأنس إلا بصوت عقارب الساعة البعيدة عنك والتي صار صوتها الآن قريب جدا
أتراها تسرع...نعم..تركض وتجري وتتسابق مع اللحظات وأنت وأنا نقترب من تلك اللحظة الأخيرة دعوني أحكي بلسان حالهم...أبيضا كان أم أسودا...ونسأل الله أن تكون لحظاتنا الأخيرة بيضاء
أسود
بلسان حاله يقول:
جلست كما أجلس كل يوم أقلب في صفحات الإنترنت أتحدث مع هذا..وأضحك مع تلك تتنقل أناملي بل تقفز على لوحة المفاتيح وأنا سعيد ومستمتع بكل لحظة..وها هو قلبي يدق فرحا عندما تبتسم لي النيا
أأنس بهم ...نعم...فهم أصدقائي
لا تنظروا إلى يا قرّاء هكذا فأنا مثلكم شاب ممتليء بالحيوية..أحب الدنيا والناس...
نعم نعم...أحب الله والإسلام والتدين...ونيتي خير
سأتوب بعد أن أخرج من هذا الموقع...فأنا فقط أنظر إلى تلك الصور...ولا أرتكب خطيئة...مجرد نظرة تسعدني...
لحظة...سأكمل هذا الحوار
لا تلوموني على تلك الكلمات التي ترونها مكتوبة على الشاشة...تلك فتاة أحدثها وهي ((طيبة)) أحبها وتحبني..
لا أدري هل سأتزوجها أم لا...ولم أسألها ...لكنن لا أستطيع أن أتوقف عن علاقتي بها
ما هذا...!!ما الذي يحدث
ما هذا الذي ظهر أمامي
من أنت...ولم أنت هكذا...شكلك قبيح...قبيح جدا
صدري...صدري يؤلمني...أود أن أتنفس...آاااه...ما هذا
لماذا لا أستطيع أن أنادي على أمي..أين ذهب صوتي...وأن إختفت الدنيا من حولي...أن الحا...سوب
آاااه...أتركوني...دعوني...هناك شيء يخنقني...أريد أن أغمض عيني حتى لا أرى وجوهكم
من أنتم ولم تشدونني هكذا...أتركوني...إبتعدوا
آاااه...قدمي...دي...ذراعي...عيني...أنا أتألم...آااااه
أنت ملك الموت...وأنتم...أأأ..أنتم..
أريد أن أعود...أتوسل إليكم توقفوا أنا خائف
أنا أتألم...توقفوا وأتركوني...أتوسل إليكم...فرصه...فرصة واحدة
لحظة أتوب فيها...إمنحوني لحظة أنطق فيها الشهادة لعلها تشفع لي
إنني...إنني لم أصلي العشاء بعد...
آاااه...ما هذا الذي تسحبونه مني...لماذا تمزقوني..ما هذا الألم
أنتم تسمعونني رغم أن لساني قد تخشب...أنتم فقط...أرجوكم أعطوني فرصة أخيرة
أمي...أين أنت...لماذا لا تسمعين...ليتني تركت الباب مفتوحا ولم أغلقه مثل كل ليلة لتأنسي بي وأنت وحدك في صالة المنزل...تعالي وساعديني
ما هذا الظلام...آااااه
أبي ..أين أنت لتحضنني..زإنني خائف..أين يدك لتحتويني...ليتني ما أبكيتك أمس
آاااه
آاااه
أبيض
بلسان حاله يقول
يا الله..مرت نصف ساعة...متى سنصل
أرى السائق مسرعا..لكنني أشعر أننا نسير ببطء
بقيت عشرون دقيقة ويؤذن للمغرب..وأريد أن أشهد الأذان والإقامة وأكون في الصف الأول
كم هو رائع هذا الشعور الذي يغمرني عندما دفعني الإمام لأصلي بهم..
رغم أنني أرتبك...وترتجف يداي وأشعر ببرودتهما كالثلج ألا إنني أحب هذا الشعور
رغم أنني أراني وقتها ضئيلا جدا وكلهم أفضل مني ألا أنن أحب الإنطراح بين يديه
ترى لماذا حبون صوتي عندما أرتل القرآن...ولماذا يبكي المصلين
أحب أن ألتفت إليهم بعد الصلاة لأرى المودة في وجوههم وهم يربتون على ظهري..ويمسحون على كتفي بحنان
أحب هذا المسجد...وأحب هؤلاء المصلين
هل أصابتني دعوة أمي...
نعم أظن ذلك..سمعتها أكثر من مرة تسأل الله أن يجعل قلبي معلق بالمسجد وأن رزقني صحبة صالحة تقربني إليه
اللهم اجزها عني خيرا
ما هذا...إنها ستمطر...سأغلق النافذة حتى لا يتأذي هذا الرجل العجوز الذي يجلس بجانبي...إنه يشبه أبي
ها هو وجهي ينعكس على زجاج النافذة...ترى هل سيسر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يرى وجهي
لقد سمعت أبي يخبرني أنني لابد أن لا أنظر بوجهي هذا إلى حرام قط..حتى يسر به الرسول
وأيضا علمني أن لا أفتح عيني في حرام أراه حتى أستطيع أن أفتحها يوم اللقاء لأرى وجه الله
اللهم أرزقني لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك
بقيت عشر دقائق...كم أشتاق إلى الصلاة...
ما...ما هذا
من أنت...ما أجمل وجهك...وما أبهى صورتك
من هؤلاء...أأأ...أنتم...
ما أروع هذا الشعور...وما أجمل هذا النور
تبارك الرحمن...من أنتم
أشعر أنني أطير...أشعر أن شوقي يزداد
ما تلك الدمعة التي في عيني...هل سأراه الآن
لا أريد أن أبكي....لا...بل أريد أن أبكي....نعم...سأراه الآن
لماذا تحملونني هكذا...وهل أستحقّ
ما الذي فعلته لترفعوني بأجنحتكم...
ما هذه الروعة
يا الله....يا الله
إنني أشعر براحة...وإطمئنان
سأقولهاالآن....نعم...سأقولها
أشهد أن لا إله إلا الله...وأن محمدا رسول الله
ووصل إلى المسجد...وصلوا عليه...وكانت تلك ليلة عرس