للقادة فقط رؤية للنهوض
up_depart/3/2076.gif
للقادة فقط رؤية للنهوض
تعتبر القيادة من المفردات الأكثر تناولاً في الحديث عن التغيير وأسسه المنهجية ، ويتفق الكثير من الكتاب على جملة من الوظائف القيادية التي تفرق بين الموقع الإداري والقيادي في أي مؤسسة ، نشأت هذه الأفكار مع تطور الفكر الإداري في القرن الماضي ، وأصبحت أقرب المراجع التي تتحدث عن القيادة وأنماطها هي الكتب الإدارية على اعتبار أنها وظيفة توجيهية لتحفيز الآخرين لتحقيق النتائج .
وبطبيعة الحال تختلف التزامات القيادات من موقع لآخر في المؤسسات العاملة في الحياة ومعيار اختيار القيادات في المؤسسات المالية أو التنموية أو العسكرية تختلف عن أدوار القيادات في المشروعات التغييرية ، وإن كان الجميع همه توجيه الآخرين لتحقيق الأهداف المطلوبة ، لكن حاصل الاختلاف في الأدوار منوط بالحاجات المهارية لهذه المواقع .
وعليه فلكل موقع مصفوفة من المهارات والأدوات الضرورية التي تتحكم باختيار القائد المناسب ، ففي المؤسسات الربحية تعد الوظائف الأساسية للمدير أو القائد فيها أداة واحدة في زمرة من الأدوات القيادية لديها في معيار الأحزاب والتنظيمات والحركات الإسلامية ، والسبب أن لكل منظمة مذهبها ونمطها واختياراتها في تكوين فلسفة القيادة فيها .
خطورة الموقع القيادي :
نظرية الولاء هي المحصل النهائي للقيادة وهي المحرك الحقيقي لموجات التدافع وتحقيق الأهداف ، وصانع الولاء هو القائد ، فهو المستأمن على عقول الأتباع يشكلها كيفما يريد ويبنيها بالمنظومات المعرفية التي تتواءم والمراد منهم ، والقادة في هذا أنواع ، الأول يزرع الولاء لشخصه ، وآخر يزرعه للفكرة التي إن حاد عنها وجب نصحه وتقويمه وبينهما مفاوز ..... والقائد الذي شرط الموقع الذي تولاه بناء عقول الأتباع و عجز عن تطوير أدواته المعرفية والعلمية والثقافية سيكون أعجز عن تنوير عقول الأتباع بالعلم ... بالتالي لم يجهد لأتباعه ، وما كان أميناً عليهم ... وكذلك هو في البناء الروحي والأخلاقي ..... إن من الأوصاف ليوم القيامة أنها ( خافضة رافعة ) الواقعة (3) ترفع البسطاء وتخفض الكبراء .
توريث القيادة :
والقائد هو الذي يوطن للفكرة لا لذاته ، ويبحث عن حملةٍ لها ، يحملون الأمانة لتبلغ المراد {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144
فالقائد إن لم يبحث عن ذوي الملكات العقلية والخصائص النفسية المتوائمة مع طبيعة الموقع الذي يعمل فيه ليسند إليه الأمانة فقد قصر في حق هذا المكان القيادي ،
وأهم ما يمكن تسليط الضوء عليه في الحديث عن التوريث القيادي لجماعات التغيير : ـ
أولاً : ( توريث المذهبية ) وهو المذهب الفقهي الاجتهادي الخاص والمميز عن اجتهادات الآخرين ، فكل جماعة تحمل مجموعة نظامية من المفاهيم التي تفهم بها الحياة ، فالواقع يشهد أن الناس دأبوا أن ينظموا حياتهم السياسية والدينية والأخلاقية والثقافية بطرائق معينة .... فحسن البنا صُبغ الحركة الإسلامية بمجموعة الرسائل ، وكتب النبهاني حددت الهوية الفقهية والنفسية لحزب التحرير ، وسلسلة كتب المودودي في شبه القارة الهندية هي الفكر الرسمي للجماعة ( الراشد ، الظاهرة القيادية ص 18,19 ).
ثانياً : الأفكار الحاكمة لنشوء التنظيمات والمؤسسات التغييرية تكون في جيل البدء في أقصى مداها بسبب أنها عاصرتها كمشروع بديل أو حالة منقذة لوضع سيئ ، ترتب عليها حماس في منتهاها لتعديل خط سير الحياة لصالحها ، بالمقابل تتوالى الأجيال على الفكرة فيخفت بريق الحماس مع تحسن المظاهر الاجتماعية المتوافقة معها خاصة في جيل التمكين ، الذي يرى بوارق الأمل الذي تفوقت أدوات التغيير المواكبة لديه... فتصبح الفكرة بين جيلين ، جيل قوي الحماس بالفكرة بحاجة إلى مواكبة النظريات الجديدة الفاعلة في التمكين امتلك خبرة عظيمة في العمل والتربية ، وجيل واكب النظريات الحديثة في إدارة المؤسسات ليس حماسته كحماسة الرعيل المؤسس ....... فمسئولية القيادة لذاتها محاولة تطوير الأدوات القيادية المعاصرة بنظريات الإبداع والمواكبة ومحاولة الإنتاج بصيغة مختلفة عن فترة النشأة ريثما تستطيع نقل الحماس الكافي والإشراف على أداء جيل التمكين في توالى الفترات .