موقف من حياة مصعب الخير

مصعب بن عمير رضي الله عنه وأرضاه

ما أروعه من نبأ ...نبأ "مصعب بن عمير" أو "مصعب الخير"كما كان لقبه بين
المسلمين,أول سفير في الإسلام
كانت أم مصعب "خناس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها، و كانت تهاب إلى حد الرهبة.و لم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة إلا أمه.
و خرج مصعب من النعمة الوافرة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف و الفاقة، و أصبح الفتى المتأنق المعطر. لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب،يأكل يوما و يجوع أياما، و لكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، و المتأنقة بنور الله، كانت قد جعلت منه إنسانا آخر يملأ الأعين جلالا و الأنفس روعة.
و آنئذ اختاره الرسول ص لأعظم مهمة حينها: أن يكون سفيره إلى المدينة،يفقه الأنصار الذين آمنوا و بايعوا الرسول عند العقبة، و يدخل غيرهم في دين الإسلام،و يعد المدينة ليوم الهجرة العظيم.
و حمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح و خلق كريم،و لقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهده و ترفعه و إخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجا.
ذات يوم فاجأه و هو يعظ الناس "أسيد بن حضير" سيد من بني عبد الأشهل بالمدينة، فاجأه شاهرا حربته، يتوهج غضبا و حنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم،و يدعوهم لهجر آلهتهم، و يحدثهم عن إله واحد.
و ما إن رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد بن حضير متوحشا غضبه المتلظي،و ثورته المتحفزة،حتى وجلوا، لكن مصعب الخير ظل ثابتا، و وديعا متهللا.
وقف أسيد أمامه مهتاجا، وقال يخاطبه هو و أسعد بن زرارة:"ما جاء بكما إلى حينا،تسفهان ضعفاءنا...؟اعتزلانا،إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة".
و في مثل هدوء البحر و قوته،و في مثل تهلل ضوء الفجر و وداعته،انفجرت أسارير مصعب الخير و تحرك بالحديث الطيب لسانه فقال:"أولا تجلس فتسمع...فإن رضيت أمرنا قبلته...و إن كرهته كففنا عنك ما تكره"
الله أكبر...ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام.
هناك أجابه أسيد قائلا:"أنصفت..." و ألقى حربته إلى الأرض و جلس يصغي.
و لم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير و بمن معه قائلا:"ما أحسن هذا القول و اصدقه...كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"....؟؟
و أجابوه بتهليلة رجت الأرض رجا، ثم قال له مصعب:"يطهر ثوبه و بدنه،و يشهد ألا اله إلا الله".
فغاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه، و وقف يعلن انه يشهد ألا اله إلا الله، و أن محمدا رسول الله.
و سرى الخبر كالضوء...و جاء "سعد بن معاذ" فأصغى لمصعب و أقتنع، و أسلم، ثم تلاه "سعد بن عبادة"...و تمت بإسلامهم النعمة، و اقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون:إذا كان أسيد بن حضير، و سعد بن معاذ،و سعد بن عبادة قد أسلموا، فيم تخلفنا...؟هيا إلى مصعب لنؤمن معه، فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه.
لقد نجح أول سفراء الرسول "ص" نجاحا منقطع النظير،نجاحا هو له أهل.

من بين الحكم و العبر التي نستخلصها من هذا الموقف هو مسك النفس عند الغضب و التحكم في الأعصاب خاصة إن سابه أحد أو هاجمه.
فعلينا أن نتحلى بالصبر و الحلم ، فليس الشديد بالصرعة لكن الشديد من مسك نفسه عند الغضب أو كما قال صلى الله عليه و سلم.

جزاك اللله خيرا أختي الكريمة

جزانا وإياكي

شكرا على المرور الذي زاد صفحتي نورا وعبيرا

جزاكى الله كل خير اختى الغالية
قصة غاية فى الروعة
بارك الله لكى

موقف من حياة مصعب الخير 544186

جزانا وإياكي أختي

شكرا على مرورك العطر

جزاكى الله خيرا اختى الكريمة

جزانا وإياكي

شكرا على مرورك العطر أختي

» علي أي موقف ستسقط دمعتك
» موقف عظيم لعمر بن الخطاب...........
» اهلا يا شهر الخير
» الوداع يا شهر الخير والإحسان
» صباح الخير يا ضمير........