هل يشعر بالغربة من يعيش في وطنه بين أحبابه ؟
أكرر هذا السؤال كل يوم آلاف المرات على نفسي ... علّني
أجد بروحي بقايا من روحي الضائعة ..
هي أنا .. أشعر بغربة عظيمة تحتل روحي .. أفتقد لشيئ ما لا أدري ما هو ..
تفتقد روحي لشيئ لا أستطيع تحديد إسمه ولا شكله ولا لونه و لا رائحته ..
هو ليس الوطن ..
ليس الأم ..
ليس الحب ..
هو أعمق بكثير ... متأكدة من ذلك ..
فوطني أسكنه ويسكنني ورائحته تعبث بزوايا قلبي ..
ولأمي أجمل لوحة رسمتها بيديّ عندما كنت طفلة .. كانت اللوحة الأجمل ولا تزال ..
والحب .. هو سر الحياة .. هكذا أقول دوما .. وهذا ما أشعر به ..
إذاً ماذا تبقى ؟
لا أدري ..
هو فقط شعور كبير بالغربة ....
أحاول قتله .. لكنني أفشل دوماً ..
أحاول تبريره باشياء كثيرة .. لكنها في الحقيقة لا علاقة لها بما أشعر به ..
هو فقط شعور .. لا يهزمه سوى تأمل هذه الحياة عن بعد .. سوى مراقبة الكون بهدوء ..
لكن إلى متى ؟
لا أدري ..
وهل يشعر جميع البشر بغربة بكبر الكون تحتل أرواحهم وتسكن عالمهم ؟
أم أنني أشعر بهذا لوحدي .!! وأن علاقتي مع الطبيعة قوية لدرجة أنها سكنت
أعماقي حتى أنها أصبحت تجعلني أشعر بغربة كبيرة عندما أغيب عنها للحظات ؟
أسئلة كثيرة أرجوا لو أجد لها إجابات ....
لكنها أسئلة تبقى عالقة في أعماق الروح ..
حتى أشتم رائحة السماء في الليل .. فتهبط جميع الأسئلة على التراب مُتعبة ..
كما تهبط حبة مطر من السماء على ورقيات الشجر ...