طفل يتيم بكى ..فماذا بعد بكاءه
طفل يتيم فقد والداه وفقد حنانهما وتشرد
طفل يتيم جائع .. وأخر ظمآن يريد شربة ماء
وثالث على عتبة الباب يئن ويصرخ
ورابع يريد أن يلبس وخامس من يرسم البسمة على شفتيه
فقدتُ صوابي وأنا انظر إليه
ضممته بقوة نحوي وبين جنبات صدري
زادت لهفتي لعناقه دون الرغبة بتركة
تهتُ كثيرا وأنا أتأمل في عينيه تقتلني
أتأمل يداه الصغيرتان وأنا امسك بهما واضمهما إلي
يمسك يدي بلهفة مع الخوف يقترب مني يُقبل وجنتي وينظر إلي
نظرة طفل خائف .. طفل فاقد لأمه
طفل يسألني ..
أين أمي ..؟؟
هل صحيح كما يقولون ماتت ...!
وتركتني أصارع الحياة بمفردي وأنا في هذا العمر الصغير
هل تركتني وحيدا لا سند ولا ونيس يؤنسني
أم أنها لا تريدني ...
يصرخ بحرارة قلب يا أحاسيس أجيبيني؟
وأنا في حالة صمت ودموع تذرف امسك كفيه
ونوى عينيه وبريقهما يدمرني
وهو يسأل ومازال يسأل وأنا في ذهول وداخل مدمر بماذا أجيب
يصرخ من يحمي جسدي الصغير إذا مرضت
من تكسيني ويطعمني بيديه إذا جعت
من يحمي جسدي إذا أصابته رعشة البرد وهدت عظامي الصغير
من يرسم البسمة في شفتاي يوم عيد مولدي
من .. ومن ياااااااااااااااااااا أحاسيس ؟
أجيبيني.. من يعانقني عند نومي
أمي أنا ماتت .. فأين أبي مني
أين سندي .. أين صبري .. أين رجولتي.
مات هو الآخر.
يتألم ودموعه بين خديه تنهمر ينظر إلي نظرة قتلت في الحياة جسدي
لماذا لم يأخذاني معهما
لماذا تركاني وأنا في هذا العمر من طفولتي
يشدني إليه ويبكي وأنا في قمة انهياري وألمي
لم استطع أن أقول له
إلا أن الله سيحميك يا عمري
سيحميك الله يا عمري
انهارت أعصاب أناملي وأنا اكتب..
وأما الآن بدأ دوري كي اسأل
هاهو هذا الطفل يبكي فمن منا سأل عنه أو عن أخيه ؟
كل منا مشغول في مشاغل الحياة التافهة
كل منا يجري وراء أمور حياتنا اليومية فقط
دون النظر ولو لبرهة إلى يتيم جائع .
نسعى جاهدين إلى الوصول إلى أهدافنا وأمورنا العاطفية
فكل منا يبحث عن عشيقة يعطيها كل ما يملك من الحب والعكس صحيح
دون التفكير إلى حال هذا الطفل الذي يهتز القلب
ويرتعش عند رؤيته ورؤية براءة وجهه الصغير
من منا مسح على رأسه وزرع البسمة وهذا الصغير يحلق بعينيه نحوه
من منا عانقه .. قبله .. لملم الخوف منه
من منا دمع دمعة صادقة حركت إحساس الطفل اليتيم
لاااااااااااااااااااااااا أحد
هذه دنيانا يا ولدي
وهذا حالنا فسامحنا فنحن نعلن لك انشغالاتنا بغيرك
وبقلوبنا دون قلبك
فكل منا يبحث عن ليلاااااااااااااااه
دون مبالاة لأمرك فهذا نصيبك من دنياك
وهذا قدرك فتأقلم مع وضعك في
مسرح دنيا حياتنا وحياتك .