الحيوانات إنذار مبكر من الكوارث:
صفارة الإنذار عن العمل ولكن لم يتعطل صوت ذكر الأوز الذي أصدر فجأة أصواتاً هستيرية مزعجة لمدة ربع ساعة متتالية ولم ينتظر الناس صفارة الإنذار وعلموا أن هناك غارة مزعجة وشيكة على بلدتهم فهرإعتادت أعيننا من خلال سفرنا وتجوالنا بين بلدان العالم على مشاهدة تمثالا أو أكثر في وسط الميادين الرئيسية لهذه الدول . وإن سألت الجمع الغفير من اللذين يلتقطون الصور بالقرب من هذا التمثال ، لقالوا لك بأنه لأحد العلماء والمشاهير أو أبناء الدولة المخلصين الذين خدموا الوطن فهذا أمر يحدث كثير واعتدنا عليها.. ولكن أن تقيم بلدة في ألمانيا تمثالا لذكر أوز فهذا هو الجديد والغريب والعجيب أيضا.. والسبب أن ذكر الأوز هذا كان بطلا من أبطال الحرب العالمية الثانية في هذه البلدة ولهذا أقيم له هذا التمثال.. ولهذا قصة يرويها العالم الألماني الشهير (يوت بليمز)، تقول القصة إنه خلال الحرب العالمية الثانية وفي عام 1944 اعتاد ذكر الأوز السباحة في نافورة المياه في الميدان الرئيسي لبلدة (فيبيرج) بألمانيا ولاحظ السكان أنه دائما يسبق صفارات الإنذار من الغارات الجوية بصوت هستيري مزعج.. وذات يوم تعطلت بوا إلى الملاجئ ونجوا من قنابل الغارة الجوية التي دمرت البلدة وهلك الذين لم يسمعوا صوت الطائر.. أما ذكر الأوز نفسه فقد راح ضحية إصراره على الإنذار بعد أن قصفت النافورة في الغارة الجوية.. وكرمه أهل البلدة بتمثال نصبوه له في الميدان الرئيسي مكان النافورة بعد أن أعادوا تعمير بلدتهم بعد الحرب. القصص والحكايات التي تروى عن الإحساس المسبق للحيوانات بالخطر وإقدام بعضها على تصرفات غريبة تنذر بوقوع شيء ما كثيرة وكلها تؤكد أن بعض الحيوانات تستطيع بقدرة الله استشعار الأخطار والكوارث قبل وقوعها وقد أثبتت الدراسات العلمية الإحصائية الدقيقة أن للحيوانات جهاز تنبؤ إنذاري يمكنها من الإحساس المسبق بالخطر أما كيف يعمل هذا الجهاز فهذا ما لم يجد العلماء تفسيرا له حتى الآن.
الأسماك وقدرتها على التنبؤ بالكوارث:
ومن أبرز الظواهر الطبيعة التي تصنع الكوارث والتي تكشف مدى تمتع الحيوانات بإمكانية استشعار الخطر قبل وقوعه هى الزلازل لدرجة أن ما ينتاب الحيوانات من تصرفات غريبة قبل وقوع الزلازل جعل العلماء يجرون العديد من التجارب لمعرفة كيفية الاستعانة بهذه الحيوانات في رصد الزلازل ولعل أبرز أنواع الحيوانات في التنبؤ بالزلازل ورصدها هو سمك (السلور) الذي يصفه العلماء بأنه أفضل أخصائي في رصد الزلازل قبل حدوثها بست ساعات على الأقل وهذا ما لا تستطيعه أحدث محطات الأرصاد بما أوتيت من أحدث الأجهزة وأعتى الخبراء وقد أعلن فريق من الخبراء في اليابان أن اقتناء سمك السلور داخل أحواض خاصة في البيوت من شأنها المساعدة إنقاذ سكان البيت من أخطار الزلازل.
وبين الحين والحين يسوق العلماء المجربون حقائق جديدة تؤكد قدرة هذه الكائنات بفضل الله على التنبؤ بالزلازل بدرجة تفوق أداء أحدث الأجهزة المتخصصة في هذا المجال فمنذ زمن بعيد اكتشفوا ظاهرة شعور الحيوانات بخطر الهزات الأرضية قبل وقوعها بساعات أو أيام فتهرب الطيور مذعورة إلى قمم الأشجار وتصاب الأبقار والأرانب بالهلع وتهرب وتزحف الثعابين من جحورها ويشتد نباح الكلاب ومواء القطط ويمتد بصورة غريبة.
وقد تمكن العلماء من تسجيل هذه الظاهرة بشكل أكيد قبيل حدوث زلزال عام 1976 في مختلف أماكن وقوعها واعتبر الجيولوجيون عام 1976 من أسوأ الأعوام وأكثرها زلازل مدمرة حلت بكثير من أنحاء العالم خاصة في الصين وجواتيمالا والفلبين وإيطاليا وتركيا وبلغ عدد الضحايا 700 ألف شخص ومن هنا اهتم العلماء بعقد مؤتمر علمي في مركز أبحاث الزلازل في كاليفورنيا بأمريكا لبحث ماهية القوى الغامضة في الحيوانات والحشرات التي تمكنها من الشعور بخطر الزلازل قبل وقوعها. وانتهى المؤتمر إلى ثلاث نتائج أولاها أن بعض الحيوانات ومن بينها سمك القرش حساسة جدا للمجال المغناطيسي للأرض مما يجعلها تشعر بالتغيير الذي يطرأ عليه عادة قبل وقوع الزلازل والثانية أن لبعض الكائنات الحية حاسة سمع مذهله تنفذ إلى باطن الأرض بحيث تستطيع التقاط الأصوات المنذرة بقرب الهزات الأرضية وتمييزها قبل وقوع الهزات والنتيجة الثالثة هى وجود حاسة فوق العادة عند الحيوانات تعتمد عليها في معرفة أي تغير في خصائص الصخور قبل حدوث.