المحروم الحقيقى هو المحروم من لذة العبادة والطاعة لله
فالعبادة الخالصة حلاوة يستشعرها المؤمنون، فحين يغالب المرء لذة النوم ويقوم للصلاة، أو حينما يبذل المال في سبيل الله، هل يشعر بحلاوة العبادة
وبالقرب من الله أم لا يشعر بذلك؟
العبادة هي حق رب العالمين، والمؤمنون الذين يعرفون قيمتها، يقومون اليها بنشاط وتضحية، فالطاعة هي مناجاة المحب لمن أحب، وقد وصف الله
المنافقين بأنهم لا يشعرون بحلاوة العبادة ولذة القرب منه سبحانه: “وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ الناسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلا
قَلِيلاً” (النساء:142).
إن العبادة لنا ولمصلحتنا، فإن الله تعالى حين أمر عباده بأن يوحّدوه وأن يعظموه، لم يكن ذلك لأن الله سبحانه يحتاج إلينا، بل لتزكيتنا وتنقيتنا، وتزكية
المجتمع كله.
قال تعالى: “يَا أَيهَا الناسُ اعْبُدُواْ رَبكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ وَالذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلكُمْ تَتقُونَ” (البقرة: 21).
وقال عز وجل: “يَا أَيهَا الناسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِي الْحَمِيدُ” (فاطر: 15).
إنه سبحانه هو الذي خلق ورزق، فلا غرابة إذًا في عبادته والتفاني فيها، والمهم ألا تقتصر العبادة على الظاهر فقط، فالواجب أن يكون لها صدى داخل
النفس، وبقدر امتداد حقيقتها داخل النفس تكون قيمتها ومنزلتها