وأما الإجماع وعدم الخلاف بين أهل العلم في حرمة سماع الآلات الموسيقية، فقد نقله جمع كثير من أهل العلم من مختلف العصور والمذاهب، ومنهم هؤلاء:
1- الإمام محمد بن الحسين الآجري شيخ الحرم الشريف في زمانه ـ رحمه الله ـ المولود سنة (280هـ وقيل:264) كما في "نزهة الأسماع في مسألة السماع"(ص25) لابن رجب الحنبلي.
2- شيخ الشافعية القاضي أبو الطيب الطبري ـ رحمه الله ـ المولود سنة (348هـ) كما في "نزهة الأسماع في مسألة السماع"(ص62-64) لابن رجب.
3- الشيخ أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي الشافعي المقرئ المحدث ـ رحمه الله ـ المولود سنة (360هـ ونيف) كما في "كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع"(ص124) و"الزواجر عن اقتراف الكبائر"(2/347) لابن حجر الهيتمي.
4- الإمام الحسين بن مسعود البغوي الشافعي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (436هـ) كما في كتابه"شرح السنة"(12/383).
5- الشيخ جمال الإسلام ابن البزري الشافعي عالم أهل الجزيرة ـ رحمه الله ـ المولود سنة (471هـ) كما في "كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع"(ص114) و"الزواجر عن اقتراف الكبائر"(2/ 342) لابن حجر الهيتمي.
6- الشيخ القاضي ابن أبي عصرون عبد الله بن محمد التميمي عالم أهل الشام ـ رحمه الله ـ المولود سنة (492هـ) كما في "كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع"(ص115) لابن حجر الهيتمي.
7- الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي الأندلسي المالكي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (520هـ) في كتابه " تحريم الغناء والسماع"(ص223 فقرة:87).
8- الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (541هـ) كما في كتابه "المغني"(12/457) وكتاب "النهي عن الرقص والسماع"(2/558) لابن بدران الدشتي الحنفي.
9- الحافظ أبو عمرو بن الصلاح الشافعي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (557هـ) كما في كتاب "فتاوى ابن الصلاح في التفسير والحديث والأصول والفقه"(2/500 مسألة رقم:487).
10- الفقيه المحدث أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي المالكي المولود سنة (578هـ) كما في كتابه "كشف القناع عن حكم الوجد والسماع"(ص72) وكتابه "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم"(3/403) وكتاب "الزواجر عن اقتراف الكبائر"(2/337و348) لابن حجر الهيتمي، و"الرهص والوقص لمستحل الرقص" لإبراهيم الحلبي الحنفي"(ص72).
11- الشيخ محمود بن أبي القاسم إسفدنار بن بدران الدشتي الكردي الحنفي ـ رحمه الله ـ المولد سنة (604 أو 605 أو قريب منهما) في كتابه "النهي عن الرقص والسماع"(2/511و546و550و676و729و744و367).
12- الإمام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ـ رحمه الله ـ المولود سنة (631هـ) كما في "مجموع الفتاوى"(28/118و11/576-577و597و603).
13- الشيخ شهاب الدين الأذرعي الشافعي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (708هـ) كما في كتاب "كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع"(ص120) لابن حجر الهيتمي.
14- الشيخ الفقيه أبو عبد الله شمس الدين محمد بن عبد الله الزركشي المصري الحنبلي ـ رحمه الله ـ المتوفى سنة (772) في شرحه على "مختصر الخرقي"(6/351).
15- الحافظ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب المشهور بابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (736هـ) كما في كتابه "فتح الباري"(6/83 عند حديث رقم:952) وكتابه "نزهة السماع في مسألة السماع"(60و25).
16- الشيخ محمد البزازي الكردي الحنفي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (827هـ) كما في"البحر الرائق شرح كنز الدقائق"(7/89) لابن نجيم، و"الرهص والوقص لمستحل الرقص" لإبراهيم الحلبي الحنفي"(ص72و85).
17- الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي الهيتمي الشافعي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (909هـ) كما في كتابه "كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع"(ص124) وكتابه "الزواجر عن اقتراف الكبائر"(2/347و348).
18- الشيخ إبراهيم بن محمد الحنفي المشهور بالحلبي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الرهص والوقص لمستحل الرقص"(ص75و92و85-86).
19- الشيخ أبو الليث السمرقندي ـ رحمه الله ـ كما في كتاب "النهي عن الرقص والسماع" لابن بدران الدشتي الحنفي"(2/548) والمولود سنة (604أو605أو قريب منها).
20- الشيخ أبو المحاسن الحراني الحنبلي ـ رحمه الله ـ كما في كتاب "النهي عن الرقص والسماع" لابن بدران الدشتي الحنفي"(2/549) والمولود سنة (604أو605أو قريب منها).
21- العلامة عبد الرحمن بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي ـ رحمه الله ـ المولود سنة (1312هـ) في كتابه "حاشية الروض المربع"(7/357).
23- العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ المولود سنة (1330هـ) كما في "مجموع فتاويه"(3/393).
24- العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ المولود سنة (1914م) في كتابه "تحريم آلات الطرب"(ص105) وكتابه"سلسلة الأحاديث الصحيحة"(5/330).
ثانياً: أنهم قد كذبوا على الناس، حيث زعموا: أن سماع الموسيقى مختلف بين أهل العلم في تحريمه.
وقد تقدم النقل عن أربعة وعشرين عالماً من مختلف المذاهب والعصور على أنه لا خلاف بين العلماء في حرمة سماع الموسيقى.
بل ونقل إجماعهم جمع كثير من أهل العلم دون تعقب أو اعتراض.
وقد قال الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري"(6/83 عند حديث رقم:952):
وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد منهم الرخصة في شيء من ذلك، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى.اهـ
وقال الشيخ ابن حجر المكي الهيتمي الشافعي ـ رحمه الله ـ في كتابه" كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع"(ص124):
الأوتار والمعازف كالطنبور والعود والصنج ـ أي ذي الأوتار ـ والرباب والجنك والكمنجة والسنطير والدريج، وغير ذلك... هذه كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافاً فقد غلظ، أو غلب عليه هواه، حتى أصمه وأعماه، ومنعه هداه، وزل به عن سنن تقواه، وممن حكى الإجماع على تحريم ذلك كله الإمام أبو العباس القرطبي، وهو الثقة العدل.اهـ
ولا شك أن الكذب من أعظم الذنوب وأشنعها وأجرمها عند الله تعالى، وعند المؤمنين، ويزداد في الجرم، ويعظم ويكبر ويشتد إذا كان في مسائل الدين.
ثالثاً: أنهم قد تسببوا في ازدياد فعل ونشر هذا المحرم في صفوف المسلمين.
وقد جاء في شأن من يدعون الناس إلى الضلال والحرام والمعاصي والمنكرات تهديد شديد، ووعيد غليظ، ترجف له الأفئدة، وتقشعر من الجلود، فأخرج الإمام مسلم في "صحيحه"(2674) عن أبى هريرة أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً )).
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ في "جوامع الأخبار"( حديث رقم:10):
هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث فيه: التحذير من الدعاء إلى الضلالة والغي، وعظم جرم الداعي وعقوبته.اهـ
وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل قوله سبحانه في سورة النحل:
{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ }.
رابعاً: أنهم قد يصدوا بهذا الكلام على مر الأيام الكثير من العازفين على هذه الآلات والسامعين لها عن التوبة والإقلاع عن هذه المعصية، وهذا المنكر.
والله تعالى قد أوجب على عباده المؤمنين الإقلاع عن الذنوب والمعاصي جميعها فقال سبحانه في سورة التحريم:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
هذا وأسأل الله تعالى أن يكف شر هذه الفتاوى والكتابات عن عباده المسلمين، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، وأن يباعد بينهم وبين الدعاة إليها، وأن يرزق الجميع التوبة النصوح، إنه سميع الدعاء.