فسيولوجية الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر
Physiological pray in the discourage of obscenity and evil
د / أحمد حلمي صالح
ماجستير الإصابات الرياضية والتأهيل البدني
إشراف
أ.د/ أمير محمد صالح
أستاذ العلوم الأساسية بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة
1431 هـ ــ 2010 م
، اترككم مع البحث :
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
الغلاف الخاص بالبحث
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
غلاف مجلة الإعجاز العلمي
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
الغلاف الداخلي للموضوعات
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
أول صفحة بالبحث
الملخص
يقع الإنسان فريسة للفواحش والمنكرات بسبب نقص في بعض الموجات المخية لدي الإنسان وذلك نتيجة الأوضاع الحياتية مما يساعد في الوقوع في الفحشاء والمنكرات كعرض ونتيجة لهذا النقص ، وتقوم الصلاة الخاشعة بتعويض هذا النقص في تلك الموجات ، بما يسد العجز الذي يتسبب في الوقوع في هذه الفواحش والمنكرات ، وبذلك تكون إقامة الصلاة بشروطها وأركانها وخشوعها دواء ناجح للوقاية والعلاج من ارتكاب الفواحش والمنكرات.
فسيولوجية الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر
احمد حلمي صالح[1]
النص المعجز قوله تعالى
)اتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصّلاَةَ إِنّ الصّلاَةَ تَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللّهِ أَكْبَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(سورة العنكبوت الآية 45
محل الأعجاز
الاستجابات الفسيولوجية التي تُحدثها الصلاة وأثرها الوقائي والعلاجي في النهي عن الفحشاء والمنكر .
مقدمة ومشكلة البحث
إن الصلاة ركن الدين الحصين وعموده المتين ، هي صلة العبد بربه ، ومفزعه في شدته وكربه ، امرنا الله بأن نقيمها حق القيام ، مطمئن فيها بالخشوع في السجود وفي الركوع وفي القيام ، فرق كبير بين إقامة وأداء فعل في الصلاة بلا خشوع يدني النفس من رب الأنام ،
فوعد ربي بالفلاح المؤمنين الخاشعين بقوله : .)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (سورة المؤمنون الآية 2 ، ووعيده لمن سها قصرا بالويل :)فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ~ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ~ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ(سورة الماعون الآيات 4، 5، 6.
صارت الصلاة لضياع حقها من شرط الإقامة واهية المعالم في النفوس فاستقل بها البعض معرضا عنها ، وأقامها آخرون إقامة لا تقوم بحقها ، مع إساءة في أعمالهم ، فصاروا حملاً عليها بسوء أفعالهم ، والتزمها آخرون بحقها فأنعم بهم يوم ينادون .) ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( سورة النحل الآية 32 .
ومن هنا أصبح التساؤل ما هي الآلية في قول الله بكون الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ، وفي هذا يذكر الجلالين أن من شأن الصلاة النهي عن الفحشاء والمنكر ما دام المرء فيها ، ويشير بن كثير أن الصلاة تشتمل علي ترك الفواحش والمنكرات بالمواظبة عليها مما يثمر عن ترك الفواحش والمنكرات، وقد جاء في الحديث من رواية عمران وابن عباس مرفوعاً «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر, لم تزده من الله إلا بعداً».
كما يشير السعدي إلي أن وجه الصلاة بكونها تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر، فبالضرورة، مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه، تنهى عن الفحشاء والمنكر.
هدف البحث
يهدف البحث لفهم التغيرات الفسيولوجية اللاحقة للصلاة وأثرها في النهي عن الفحشاء والمنكر من خلال تأثير أفعال الصلاة المختلفة علي تغيرات الموجات الدماغية .
فرض البحث
هل تؤدي الصلاة الخاشعة إلي تغيرات في الموجات الدماغية ذات
أثر إيجابي في النهي عن الفحشاء المنكر ؟
مصطلحات البحث
الصلاة
أقوال وأفعال يُقصد بها تعظيم الله وتعبده، تؤدي بشروط خاصة تٌفتتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم.
التغذية الراجعة
فيها يستخدم مجموعة إشارات عصبية وسمعية للتحكم في المظاهر الوظيفية اللاإرادية مثل ( معدل النبض ـ ضغط الدم ـ حرارة الجسم )
التغذية الراجعة العصبية Neurofeedback
عبارة عن تدريب مباشر لوظائف الدماغ ، بواسطة ما يتعلمه المخ ليعمل بكفاءة وفاعلية أكثر، فالتغذية الراجعة العصبية تدريب في التنظيم الذاتي ، فالتنظيم الذاتي جزء هام لوظائف المخ، ويؤدي التنظيم الذاتي لتحسن وظائف الجهاز العصبي المركزي. (27)
الموجة ألفا Alpha (9 Hz - 13 Hz)
الموجة الفا موجة كهربائية بطيئة نسبيا ترددها (9-13) هرتز / ثانية وسعتها (30-50) مايكروفولت وسرعتها (15-60) ملم/ ثانية، تظهر في الفص القفوي والقشري من الدماغ ولا تظهر في الجبهي. وهي تعكس حالة الراحة ويبلغ معدل استمرارها (0.5-3) ثانية ذات كهربائية متتالية وتناقص في السعة ، تظهر في حالات الإسترخاء، التأمل لتمرينات التنفس
(الزن، اليوجا، تشيقونغ ... إلخ)، النشاط العقلي العام، بداية النعاس، الذكر بترديد اذكار خاصة.
الموجة ثيتا Theta (4 Hz - 8 Hz)
الموجة ثيتا هي موجة كهربائية بطيئة نسبيا ترددها (4-8) هرتز / ثانية ومعدل سعتها 50 مايكروفولت ذات سعة عالية وتظهر في قشرة المخ في الفصوص الجدارية والصدغية ولها علاقة بالحالة العاطفية وتظهر في حالات حالة النعاس، أحلام النوم، الإيحاء، التبصر وحل المشاكل، صفاء التخيل، التأمل العميق .
المناقشة
تحدث تغيرات فسيولوجية نتيجة خشوع الإنسان في الصلاة ، ابتداء من توحيد النشاط الدماغي لجميع المصلين وجمعه علي نشاط دماغي واحد حيث وجد باحثو شركة إنتل عند دراستهم لنشاط الدماغ بالتصوير بجهاز الرنين المغناطيسي Functional Magnetic Resonance Imaging (FMRI) أن النشاط الدماغي يتشابه لدي الناس عند سماع أو رؤية شيء محدد ، فهم يصدرون نفس النشاط الدماغي عند رؤية صورة للنمر أو مجرد سماع كلمة النمر فيصدرون نفس النشاط الدماغي ، وهو ما نراه واضح الدلالة عند الآتيان بأفعال الصلاة ابتداءً بالانتباه أثناء الأذان وترديده ثم بالنية والإحرام بالتكبير . (28)
فالموجات الدماغية لها أهميتها الوظيفية في حياة الإنسان حيث يؤكد هانز برجر Hans Berger أن موجات الدماغ الأربعة بيتا Beta ، وألفا Alpha ، وثيتا Theta، ودلتا Delta مفيدون لأشياء ووظائف مختلفة للإنسان ، ولكن تحدث المشكلة إذا لم نستطع أن نغير نوعية الموجة الدماغية التي نحتاجها في وظيفة ما . فعند العوز في احدي تلك الموجات الدماغية علي سبيل المثال الموجة ألفا نقع ضحية للقلق والأمراض المرتبطة بزيادة الضغوط ، حيث تؤدي الضغوط والقلق إلي ضعف نظام المناعة لدينا ، لذا تقترن قوة الجهاز المناعي بتوافر الموجه ألفا والتي يقترن معها نقص القلق .
وفي سبيل تعزيز إنتاج هذه الموجات أثناء الصلاة نجد حدوث تغير علي مستوي الموجات الدماغية حيث يشير ويزلي Wesley (2009) إلي أن الصلاة بكل تأكيد من أيسر الطرق للدخول في الحالة ألفا وثيتا، فالصلاة والتأمل من أهم طرق تعزيز الصحة والوقاية والعلاج من الأمراض البدنية والعقلية، كما يؤكد كيث Keith (1985) أن الصلاة والتأمل يؤثرون في استثارة إنتاج الموجات ألفا وثيتا حيث يتغير معدل التنفس ليصبح أكثر عمقاً وتنخفض ضربات القلب ، وتسترخي العضلات وتتركز العين ويتفق معه في الرأي علاء عليوة (1999) حيث أن التأمل ينتج عنه : انخفاض في معدل استهلاك الأكسجين بنسبة 10 – 20 % ، وانخفاض في معدل النبض حوالي 3 نبضات في الدقيقة .
يشير دورين Doron إلي أن الموجه ألفا Alpha Wave تحدث أثناء الصلاة prayer، الأسترخاء relaxation، التأمل meditation ، وتكون أفضل الحالات لها أثناء الصلاة ، كما تصدر الموجه ثيتا Theta Wave أثناء الصلاة مضفية عمقا أكثر. وتزيد في الإبداع والقدرة التعليمية، حيث يؤكد دافيد David (2009) أن قوة الموجات ثيتا تزداد أثناء الصلاة ، والتركيز الداخلي ، والتأمل .
وقد استنتج توبايوس Tobias (2004) زيادة الموجات ألفا وثيتا نتيجة التدريب الخارجي مع زيادة نشاط الموجة ثيتا عبر عشرة جلسات كما استنتج جون بوتمان John Putman (2000) أن التدريب بعيون مفتوحة يزيد من نشاط الموجة ألفا ، كما يشير وولف جانج Wolfgang (1999) إلي وجود علاقة لتذبذب الموجات الفا وثيتا تنعكس علي أداء الإدراك والذاكرة ، فالتغير في نشاط الدماغ يرتبط بحدوث تغيرات للرسم الكهربي electromyographic (EMG) وتغير في درجة حرارة الجلد (29)
يذكر الطبري في قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصّلاَةَ} أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته وإقامة الصلاة أداؤها في أوقاتها بقراءتها وركوعها وسجودها وقعودها وتشهدها وجميع شروطها، وترجع أهمية إقامة الصلاة وتكرار أداء الصلاة بمواعيد منتظمة في النظام الإسلامي إلي دوام المحافظة علي مرونة واتزان الموجات الدماغية ، فهي لا تستمر علي مدار اليوم بنفس النسبة المطلوبة لتحقيق وظائفها ، مما يحقق إقامة الصلاة كما ينبغي أن تقام ، حيث يؤكد هانز برجر Hans Bergerعل أن الموجات ألفا تظهر وتختفي وأنها غير مستمرة الوجود ، فعلي سبيل المثال لا يوجد ظهور للموجه ألفا أثناء النوم العميق ، وكذلك عند استثارة الشخص كما في الخوف أو الغضب، حيث لا توجد الموجة ألفا .
ويأتي النظام اللفظي في الصلاة باشتماله علي آليات تزيد من مرونة وكفاءة عمل هذه الموجات ، حيث نجد الترتيل وما يصنعه من ضبط في عملية التنفس حيث يؤدي التنفس العميق لتخفيض حالة الموجات الدماغية بالعقل الباطن، كما يشير نيوبرج Newberg إلي أن الصلاة اللفظية تؤدي لاستخدام أجزاء أخرى من المخ مع تنبيه منطقة الانتباه بالمخ. (30)، (31)
وتعد الصلاة من المنشطات البدنية الهامة المجددة للقوي حيث ترتبط نوعية إنتاج الموجات الدماغية بالحالة البدنية ، وهو ما أكده هانز برجر Hans Berger من اقتران نشاط الموجة ألفا مع زيادة النشاط البدني حيث تشيرسميعة خليل عن كول (2007) إلي زيادة الموجه الدماغية ألفا قبل ذروة الأداء البدني (غالبا ما تكون بالنصف الأيسر من المخ) . يظهر علي لاعبي كرة السلة ولاعبي الجولف أن موجات ألفا تبدأ بالزيادة قبل أفضل رمية حرة أما لاعبي الجولف فقد سجلوا أعلى زيادة في هذه الموجات من الفص الأيسر للدماغ عند أداء أفضل ضربه.
إن للصلاة دور هام في تعزيز الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية حيث يشير موري Murray (2008) إلي أن المشاركة في الصلاة واتخاذ مواقف دينية إيجابية يؤدي للرفاهية والصحة وتخفيف الضغوط النفسية ، حيث تسهم الصلاة في تخفيف الضغوط النفسية، وتعزيز الصحة والصحة النفسية للمحافظ علي الصلاة ، كما يشير ج ايرين J. Irene (2010) إلي أن الصلاة تحسن من وظائف استشفاء الإصابات ، حيث ترتبط الصلاة الخاشعة بزيادة مستوي الاستشفاء، كما تزيد الترابط الاجتماعي للمريض حيث يؤكد يوري ويرنك Uri Wernik (2009) علي الأهمية العظمي للصلاة كفائدة علاجية في توطيد العلاقة بين المريض ومعالجه، وينصح فيفيان Vivienne (2005) القائمين علي التعليم بالاهتمام بالصلاة للأطفال لصالح تنشئة الطفل تنشئة روحية سليمة حيث تؤدي الصلاة إلي تعميق وجدان الطفل وتوضيح احساساته العميقة .
ويأتي دور الصلاة في الصد والنهي عن الفحشاء والمنكر بما توفره من استقرار نفسي وصحي للمسلم إذا أداها بالخشوع ، مما يبعث علي الاسترخاء والبعد عن القلق والتوتر فالصلاة واحدة من أهم أساليب تخفيف الضغوط وتحقيق الاسترخاء، وفي هذا يشير كلاجنر وآخرون Klajner et al(1984) إلي أن علاج إدمان الكحوليات يستخدم فيه عدة أنواع من تمرينات الاسترخاء أو أساليب تخفيف الضغوط بما تحققه تلك الوسائل التدريبية من تحسن في مستوي الاسترخاء، كما يشير وونج وجينفرن Wong, Genfron (1981) إلي نفس الأثر باستخدام تمرينات التأمل meditation .
ويعزو كلاجنر وآخرون Klajner et al(1984) السبب في استخدام الإجراءات المسببة للاسترخاء إلي سببين هامين الأول : أن القلق والضغوط تتسبب أو تزيد من التعاطي ، الثاني : أن تمرينات الاسترخاء فعالة بسبب تخفيضها للقلق وزيادة الإدراك الشعوري والتحكم في حالات الإجهاد.فالنتائج تشير إلي أن تدريبات تعزيز الموجه ألفا تقلل القلق المزمن بما يظهر من تأثيرها العلاجي الطويل المدة علي مستويات القلق .وهو ما يتحقق في أداء الصلاة بخشوع مما يؤدي إلي زيادة الموجات ألفا .(32)
حيث تشير سميعة خليل (2007) أن تدريب الموجة ألفا يمكن من السيطرة على ردود الأفعال الشديدة وأيضا يمكن تدريب الدماغ للسيطرة على الإنتاج والتحكم بالموجات الدماغية وأيضا يمكن الاستدلال خلال تدريب الدماغ في الكشف عن أسباب الإجهاد ونسبة إسهام الأفكار والسلوك.
وبتعزيز أنتاج الصلاة للموجات الدماغية تتحقق الوقاية من الوقوع في مسببات اللجوء إلي المنكرات ، وفي هذا الصدد يشير باسني Passini وآخرون (1977) إلي استخدام الموجه ألفا في معالجة إدمان الكحوليات ، وذلك لما سجله بولوك وفولافكا وأخرون Pollock et al Volavka (1983) من انخفاض وعوز في إيقاع الموجه ألفا لمدمني الكحول ، حيث يري كلا من جونز وهولمز Jones & Holmes (1976) انه بإمكان مدمني الخمور الإقلال من معدل معاقرة الخمر إذا تعلموا كيف ينتجون المزيد من الموجات ألفا ، وهو ما نراه محققا من المداومة علي الصلوات في أوقاتها .
وفي معرفة تأثير انتاج الموجات الدماغية ألفا وثيتا علي متعاطي الكحوليات قام كلا من بنستون وكالكوسكي Peniston/Kulkosky (1989) بتجربة نظام التغذية الراجعة العصبية للموجات الفا وثيتا علي عينة من متعاطي الكحوليات، واشتملت التجربة علي ثلاث مجموعات ، الأولي من متعاطي الكحول وتتلقي طريقة بنستون وكالكوسكي العلاجية للتغذية الراجعة العصبية للموجات الدماغية brainwave neurofeedback therapy (PKBWNT) ، الثانية تلقت العلاج النفسي التقليدي ، الثالثة مجموعة ضابطة من غير متعاطي الكحوليات .
تم اخذ التاريخ الطبي للحالات مع عمل التقييم النفسي قبل وبعد المعالجة ، كما تم إجراء اختبارات لخصائص تخطيط الدماغ الكهربية EEG والنشاط المناعي لمستويات البيتا اندروفين بمصل الدم ، وقد اظهرت هذه التجربة زيادة في النسبة المئوية للموجات ألفا وثيتا في تخطيط الدماغ الكهربي للمجموعة الخاضعة لطريقة بنستون / كالكوسكي لصالح بعد المعالجة بالمقارنة بالقياس القبلي للمعالجة . في حين لم تشهد المجموعة الضابطة زيادة مماثلة.
وبزيادة الموجه ثيتا ربما تصنع صفاء في الرؤية ( حيث تدريب التصور جزء من البرنامج التدريبي يناقش بعد كل وحدة تدريبية ) وتيسير التقدم ، واستنتجوا أن تدريب الموجه ألفا ربما يعزز من حالة الاسترخاء وتؤدي لأدراك أفضل وتحكم في الضغوط، مما يؤدي لنقص حدوث الضغوط المرتبطة بمعاقرة الخمور أو الضغوط التي تزيد الشهوات أثناء مرحلة الاستشفاء.
ولقد أظهرت المجموعة التجريبية انخفاض شديد في الإكتئاب وتعزيز الامتناع عن التعاطي بصورة ظاهرة عن مجموعة العلاج النفسي التقليدي بمعدل 2 : 10 عن العلاج النفسي 8 : 10 وذلك في القياس التتبعي بعد 36 شهر من الدراسة .
ولقد أظهرت مجموعة العلاج التقليدي ارتفاع لمستوي البيتا اندروفين beta-endorphins بمصل الدم بعد المعالجة مقارنة بمستواهم قبل المعالجة ( بيتا اندروفين هرمون مرتبط بالضغوط البدنية والانفعالية ، وتؤدي المعالجة الفعالة لتوازن مستواه بالدم )، وهذا الارتفاع يدل علي تعرض هذه المجموعة لضغوط الإقلاع عن الكحوليات ، والخوف من الانتكاس مرة أخري . في حين لم تظهر المجموعة التجريبية زيادة في هذا الهرمون بل أظهرت اتزانا في مستواه بالدم
نري مما سبق أن نظام الصلاة بما فيها من تنظيم لوضع الجسم وتفكر وتنظيم للتنفس بالتلاوة وذكر لله بالتسبيح يعمل علي تحرير الموجات الدماغية المفيدة ألفا وثيتا بما يحقق حالة من التوازن الصحي والنفسي والبدني مما يحول دون الوقوع في المنكرات ، وعند الاستمرار فيها بالخشوع الكامل تعمل علي سرعة الرجوع والتوبة عن هذه المنكرات .
إن تأثير ذكر الله الذي يتم ترديده في الصلاة وخارج الصلاة يزيد من معدل إنتاج الموجة ألفا ، وفي هذا الصدد يشير علاء عليوة (1999) إلي أن نشاط الموجة ألفا يزداد في الدماغ بالاعتماد علي الاستمرار في تكرار مجموعة ألفاظ أو كلمات .
كمايشير محمد الأطروني (2002) إلي أن ذكر الله ينظم موجات المخ، ويوصل المرء إلى حالة التوازن النفسي دون مهدئات ، مشيراً إلي استخدام التسبيح المنتظم كجلسات لمعالجة الإدمان بقوله : " الذي يسبح لن يدمن، والذي أدمن علاجه التسبيح" حيث يؤدي ذلك لتعديل السلوك البيولوجي للمخ ، بواسطة الموجتان "الفا وثيتا" واللتان نحصل عليهما من خلال التسبيح بواسطة جلستان من التسبيح في اليوم لعلاج الإدمان والوقاية منه .
إن المتأمل في نظام ذكر الله بالتسبيح وتداخله مع تنظيم الصلاة يجد نظاما بديعا عند موازنة ذلك بأسس التدريب الرياضي ، حيث تبني الوحدة التدريبية علي الانتقال التدريجي بين مكوناتها صعودا وهبوطاً بشدة التدريب ، وهو ما نراه محققاً في تسبيح الله حسب التوجيهات القرآنية بالتسبيح أول النهار وأخره ، بما يحقق مرحلة انتقالية بين قمة الاسترخاء في الموجه دلتا ثم تدريجيا ثيتا وألفا إلي ذروة النشاط الحياتي في الموجة بيتا ، وختام تلك الذروة الحركية خلال اليوم مرة أخري بالرجوع التدريجي من الموجه بيتا إلي ألفا فثيتا ، ثم النوم والموجه دلتا وهكذا . بل والتأكيد علي هذا النسق المذهل في تبادل الانتقال بين المراحل الموجية عند حدوث أي تغيرات علي الإنسان سواء كانت بالصبر علي أذي أو هم ، أو قيام من نوم أثناء الليل وهو ما نري بيانه جلياً فيما يلي من آيات :
)وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ( {آل عمران /41}
)فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ({الروم /17}
)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا( {الأحزاب / 42}
)لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا( {الفتح /9}
)فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ( {غافر / 55}
)اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ {39} وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ(َ {ق /40}
)وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ {48} وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ( {الطور /49}
)وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى( {طه /130}
الاستنتاجات
تؤدي الصلاة لحدوث تغيرات فسيولوجية علي مستوي الموجات الدماغية ذات تأثير إيجابي في الوقاية والعلاج من المنكرات .
تؤدي الصلاة إلي توحيد النشاط الدماغي للمصلين .
تؤدي الصلاة الخاشعة إلي تعزيز إنتاج الموجات الدماغية ألفا وثيتا .
تؤدي الصلاة بتعزيز إنتاج الموجات الدماغية ألفا وثيتا إلي توازن هرمون البيتااندروفين ، مما يدعم في الاستقرار الانفعالي .
الصلاة وذكر الله يعوضون الأثر السلبي لغياب الموجه ألفا علي الإنسان ، بتعزيز إفرازها دورياً .
تعمل الصلاة من خلال آلية تعزيز توازن الموجات الدماغية ألفا وثيتا علي البعد عن الفواحش والمنكرات كالخمور بتوفير حالة من الصحة البدنية والنفسية للمصلي تنأي به عن تلك المنكرات ، بما توفره هذه الموجات من خصائص صحية .
التوصيات
ضرورة تعليم الصلاة الصحيحة الخاشعة .
تنظيم مظاهر الصلاة وذكر الله علي مدار اليوم .
دعم الصلاة لدي النشء للوقاية من الوقوع في المنكرات .
استخدام الصلاة كعلاج للمبتلين بتعاطي المنكرات .
إجراء المزيد من البحوث التجريبية في العلاقة ألارتباطيه بين الصلاة والموجات الدماغية، وذلك لافتقار المكتبة العربية لمثل هذا النوع من الأبحاث في حد علم الباحث.
المراجع
أولا المصادر العربية :
1.القرآن الكريم .
2. أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي(1999): تفسير القرآن العظيم ، دار طيبة للنشر والتوزيع ، ط 2 ،. 611 – 615
3.المحلي والسيوطي: تفسير الجلالين ، دار الحديث ـالقاهرة .793
4.عبدالرحمن بن ناصر بن السعدي (2000) : تفسير السعدي، مؤسسة الرسالة . 294، 295
5.علاء الدين محمد عليوة (1999) : الصحة العامة والرياضية ، كلية التربية الرياضية للبنين بأبي قير جامعة الإسكندرية ،146 ،147 .
6.سميعة خليل، نجله رؤوف نافع (2007) : التدريب الرياضي وتكيفات الموجات الدماغية وعلاقتها بالجهاز العصبي الذاتي، الأكاديمية الرياضية العراقية،
www.iraqacad.org7.محمد حافظ الأطروني(2002) : التسبيح ينتصر على الإدمان ،
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?id=10356ثانيا : المراجع الأجنبية :
8.David Y. Gao,Hanif D. Sherali (2009) . Advances in Applied Mathematics and Global Optimization: In Honor of Gilbert , Springer. 111
9.J. Irene Harris; Christopher R. Erbes; Brian E. Engdahl ; Richard G. Tedeschi ; Raymond H. Olson ; Ann Marie M. Winskowski;Joelle McMahill (2010). Coping Functions of Prayer and Posttraumatic Growth, International Journal for the Psychology of Religion, Volume 20, Issue 1 , 26 – 38.
10.John Putman (2000) . The Effects of Brief, Eyes-Open Alpha Brain Wave Training with Audio and Video Relaxation Induction on the EEG of 77 Army Reservists, Journal of Neurotherapy, Volume 4, Issue 1 , 17 – 28.
11.Keith Sherwood (1985) . The art of spiritual healing , Llewellyn.45
12.Klajner, F., Hartman, L.M., & Sobell, M.B. (1984). Treatment of substance abuse with relaxation training: A review of its rationale, efficacy and mechanisms. Addictive Behavior, 9, 41-55.
13.Klajner, F., Hartman, L.M., & Sobell, M.B. (1984). Treatment of substance abuse with relaxation training: A review of its rationale, efficacy and mechanisms. Addictive Behavior, 9, 41-55.
14.Murray Levine . Prayer as Coping (2008). A Psychological Analysis, Journal of Health Care Chaplaincy, Volume 15, Issue 2 , 80 – 98.
15.Peniston, E.G. & Kulkosky, P.J. (1989). Alpha-theta brainwave training and beta endorphin levels in alcoholics. Alcoholism: Clinical and Experimental Results, 13(2), 271-279.
16.Passini, F.T., Watson, C.B., Dehnel, L., et al. (1977). Alpha wave biofeedback training therapy in alcoholics. Journal of Clinical Psychology, 33, 292-299.
17.Pollack, V.E., Valavka, J., Goodwin, D.W., et al. (1983). The EEG after alcohol in men at risk for alcoholism. Archives of General Psychiatry, 40, 857-864.
18.Tobias Egner;John H. Gruzelier (2004). The Temporal Dynamics of Electroencephalographic Responses to Alpha/Theta Neurofeedback Training in Healthy Subjects, Journal of Neurotherapy, Volume 8, Issue 1 , 43 – 57.
19.Uri Wernik (2009) . The use of prayer beads in psychotherapy , Mental Health, Religion & Culture, Volume 12, Issue 4 , 359 - 368.
20.Vivienne Mountain (2005). Prayer is a positive activity for children—a report on recent research, International Journal of Children's Spirituality, Volume 10, Issue 3 , 291–305.
21.Wong, M.R., Brochin, N.E., & Genfron, K.L. (1981). Effects of meditation on anxiety and chemical dependency. Journal of Drug Education, 11, 91-105.
22.Wolfgang Klimesch (1999) . EEG alpha and theta oscillations reflect cognitive and memory performance: a review and analysis, Brain Research Reviews, Volume 29, Issues 2-3, , 169-195 .
23.Wesley Adams (2009) . Whatever You Ask in Prayer , red lead press. 89,90
24.Doron Alon: How to Use Brain Wave Technology and subliminals to enhance the Law of Attraction,
http://www.goarticles.com/cgi-bin/showa.cgi?C=1735479 25.Hans Berger : Alpha Waves - Alpha Brain Waves
http://www.biocybernaut.com/about/brainwaves/alpha.htm 26.http://www.aaets.org/article47.htm
27.http://www.eeginfo.com/what-is-neurofeedback.htm
28.http://www.zoombits.co.uk/blog-bits/your-brain-may-directly-operate-your-computer-by-2020/ 2009
29.http://www.aaets.org/article47.htm The American Academy of Experts in Traumatic Stress, Inc.
30.http://site.mindbodyspirit.me/holosync-binaural-beats.html
31.http://www.crystalinks.com/medbrain.html Newberg: Brain Activity During Meditation
32.http://www.biocybernaut.com
[1] ماجستير الإصابات والتأهيل