افقت من نومي على صوت منبه الجوال , والذي كنت قد برمحته بالليلة السابقة , برمجة خاصة , مما جعلني انظر الى رسالة التذكير ... وابتسم ....!
وجلست برهة على الفراش استذكر ما حدث معي بتلك الليلة
كنت قد قررت ان اغير شيئا من مسار حياتي اليومي , سعيا الى التجديد في روتين حياتي الممل
فكرت - تلك الليلة - ان اضع برنامجا (تجريبيا) مصغّرا .. لاقوم بتنفيذه اثناء قيامي بالمهمات اليومية الروتينية , لاضفاء نوع من التغيير
ولان التكنولوجيا الحديثة منحتنا نعمة الجوال وخدمة رسائل التذكير به , فقد حملت جوالي , وبدات بنسخ هذا البرنامج (الصغير) على شكل رسائل ينبهني اليها الجوال في حينها
وسر ابتسامتي .. حين استيقظت وشاهدت الجوال .. ان الرسالة الاولى التي وضعتها كانت تقول : لا مانع من تبدا يومك بابتسامة !!!
نهضت من الفراش .. مبتسما ... واغتسلت .. وارتديت ملابسي .. وتهيات للخروج من المنزل .. ولكن
ولاني اعرف موعد خروجي من المنزل كل يوم .. وضعت رسالتي الثانية قبل هذا الموعد بدقائق ..
رن الجهاز .. وقرات الرسالة : اقترح ان تتوضا قبل ان تخرج .. فقد تكون منيتك بالطريق , فمت طاهرا
توضات وخرجت وانا ادعو دعاء الخروج من المنزل تلقائيا .. وبدون رسالة تذكير .. لان الوضوء يجعل الانسان يستحضر ذكر الله وذكر الادعية باوانها
بعد ساعة من خروجي . رسالة التذكير الثالثة قالت لي : اتصل بامك .. اكمل الفراغ !!
وابتسمت .. لان اكمل الفرغ تعني : والقي عليها تحية الصباح .. واطلب رضاها .. ليرضى عليك الرب
كل منا يقع ضحية الشعور بالندم بين الحين والاخر .. ولكن .. قليل منا يفكر باتخاذ احتياطات جادة لتلافي هذا الشعور البغيض
بالنسبة لي . الموت اهون علي من تاتي اللحظة التي اندم فيها على اني لم اتاكد من رضى امي وابي علي قبل ان يفرق الموت بيننا لا سمح الله وقدّر
والاجراء الاحتياطي الذي باستطاعتي هو ان القاهما او اتصل بهما على الاقل بين الحين والاخر لاطمئن على احوالهما . واطلب رضاهم
وبالرغم من بساطة وسهولة هذا الاجراء الا ان خضم الحياة بمشاكلها وهمومها والمسؤليات الملقى على كاهل الواحد منا تجعله ينسى ان ينفذه
سالت نفسي بتلك اللحظة : ترى .. وماذا يفعل من كان يتيم الام او الاب او كلاهما ؟ لكن الاجابة التي اوحى بها قلبي علي كانت سريعة ومنطقية
فليتصل بشقيقته ..او ابنته او اعز انسان عليه , يكون بعيدا عن العين .. وقريبا من القلب
فلا تدري نفس ماذا تكسب غدا .. ولا تدري نفس باي ارض تموت
وقبل ان يحين موعد غدائي اليومي , دق الجوال , ودقت رسالة التذكير التالية لتقول لي : ثلث لبطنك
سبحان الله .. كلنا يحب ان يمتلك جسدا رشيقا رياضيا .. وكلنا يسعى - بعد فوات الاوان - ان يتبع حمية معينة لاستعادة جسمه الرشيق .. ولكن بلا فائدة
ووالله ان اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شؤون الحياة كما هو في شؤون الدين لما عانينا من تلك المشاكل ابدا
بعد صلاة العصر .. دقت الساعة .. ورسالة التذكير قالت لي : ابحث عن صندوق التبرعات . وضع اصغر عملة موجودة في جيبك .. ولا تخجل .. فالصدقة بعشرة امثالها
بعد صلاة المغرب .. دقت الساعة .. ورسالة التذكير قالت لي : ابحث بين وجوه الناس عن شخص تعرفه .. واطرح عليه السلام , واستفسر عن احواله
بعد صلاة العشاء .. دقت الساعة .. ورسالة التذكير قالت لي : هل تعلم انك لو صليت ركعتين زيادة قبل القنوت حسبت لك قيام ليل ؟؟
بعد تناول العشاء .. دقت الساعة .. ورسالة التذكير قالت لي : لامانع ان تكثر من حمد الله ... فبالشكر تدوم النعم
اثناء مشاهدة التلفاز .. دقت الساعة .. ورسالة التذكير قالت لي : اذا لم يكن ماتشاهده ذا فائدة .. فالنوم للمتعب فوائده كبيرة
قبل ان انام .. دقت الساعة .. ورسالة التذكير قالت لي : اذكر الله قبل ان تنام ... فقد لا تصحو من نومك بعد ذلك ابدا
قبل اذان العصر بساعة في اليوم التالي : صرخت زوجتي علي قائلة" : افق يا رجل .. يكفيك نوم واحلام .. حرام عليك .. نحن نقترب من العصر
واين جوالك ؟؟ الم انصحك اان تضعه قربك كي ينبهك لدخول وقت صلاة الظهر على الاقل ؟؟؟؟؟؟
يا كسول !!!!!
..