هذا الكون يقوم أساسا على الاخاء والصحبة الصالحة وعندما خلق الله هذا الكون لم يدع عبادة للتناحر والاختلاف بل جعل لهم رابطة تجمعهم وتوحدهم وهى رابطة الأخوة والحب فى الله .
قال صلى الله عليه وسلم :أوثق عرى الايمان الحب فى الله والبغض فى الله حتى نصل :
ومن شروط سلامة الوصول اختيار رفيق الطريق ولهذا مما قيل فى الأثر :الرفيق قبل الطريق.
اخواننا أحب:
يقول الحسن البصرى :اخواننا أحب الينا من اهلنا وأولادنا لأن أهلنا وأولادنا يذكروننا بالدنيا واخواننا يذكروننا بالأخرة.
من أحب؟فى هذه الدنيا العجيبة اختلط الحابل بالنابل ..وتاهت الحقائق وتشوهت الصور ..فمن تحب وسط كل هذه المشاهد من حولك:
أحبب..من يدلك على الله ويأخذ بيدك اليه.
أحبب..من يرشدك الى سنة نبيك والعمل معك بعمله.
أحبب..من يجالسك فى المسجد تتلون القران وتتدارسونه.
أحبب ..من يحبك ويخاف عليك ويتمنى لك عاجل الخير.
أحبب ..من يحب هذا الدين ويخاف عليه ويغار عليه.
أحبب..من تعده للوقوف تحت العرش معك .
أحبب ..من تظن ان الله يحبه
.
واياك من صحبة او محبة من تظن ان الله يبغضه.
لأنه مهم لأن الصاحب مهم
ولأن الصحبة أساسية فى تحديد مصيرك وتقرير شأنك فقد أرشدك النبى صلى الله عليه وسلم
الى ذلك قائلا :المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
وفى الأثر:الصاحب...ساحب
وقالوا:اذا أردت معرفة فلان ...فأبحث عن أصحابه تعرفه
أخىان كنت تبحث عن طريق الجنة فلابد لك فى الطريق من رفيق يأخذ بيدك
ويشد من عضدك ويقوى من ازرك يذكرك بالله اذا نسيت ويعينك اذا ذكرت ويهديك اذا ضللت
ويردك ان شردت ويثبتك اذا أطعت.
مساكين مساكين هم من ظنوا الحب فى يد فتاة أو حسبته الفتاة فى قلب شاب ...مساكين هم من حسبوا الحب لصاحب جاه او منصب او مال او
سلطة .
مساكين هم من يظنون الحب شلة أصحاب تقتل الوقت قتلا على المقاهى او فى
موائد الانترنت او امام وصلات الدش.
هذا هو الزيف والغباء حقا
ان الحب اصله من الله ولله ..فمن كان اجتماعه فى الله ذاق الحب.....والا كان تائها لايدرى كيف يسير .
يقول تعالى:
(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يليتنى اتخذت مع الرسول
سبيلا ياويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلنى عن الذكر بعد اذ جاءنى)
هذا هو الحب
يقول عمر رضى الله عنه :ما أعطى عبد بعد الاسلام خيرا من أخ صالح فاذا
رأى أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به.
حكى عن أبى الحسن الأنطاكى أنه اجتمع عنده
نيف وثلاثون رجلا بقرية من قرى الرى ومعهم أرغفة معدمدة لاتشبع جميعهم فكسروا
الرغفان وأطفئوا السراج وجلسوا للطعام فلما رفع فاذا الطعام بحاله لم يأكل منه أحد شيئا ايثارا لأخيه عن نفسه
يقول صلى الله عليه وسلم
ينصب لطائفة من الناس كراسى حول العرش يوم القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر يفزع الناس وهم لا يفزعون
ويخاف الناس وهم لا يخافون وهم أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون قيل من
هم يا رسول الله؟فقال:هم المتحابون فى الله
من حقوق الصحبة
أولا لابد من انتقاء الصحبة ..ثم انتق من صحبتك أخاك.
اعلم أنك فى نعمه لا يعادلها مال الدنيا جميعا:وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن
الله ألف بينهم اذا وقعت بينك وبين أخيك شحناء فانما هى بذنب أذنبته فاستغفر
الله منه ما تواد اثنان فى الله فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما
أدع لأخيك بظهر الغيب
كن مراة لأخيك..المؤمن مراة المؤمن
اعمل بنصيحة ابن المقفع
:ابذل لأخيك دمك ومالك
كن فى خدمة أخيك عند حاجته وقف بجواره وعند الشدائد
والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون اخيه
:93: