الإدارة بالأهداف
الإدارة بالأهداف
خاص ينابيع تربوية
تعتبر الإدارة من العلوم الإنسانية المتجددة ، ونظرياتها تظهر بصورة متتابعة تؤثر فيها بصورة مباشرة الفلسفات المختلفة للعملية الإدارية لكبريات الدول التي تمتلك خبرة واسعة لفترات زمنية كبيرة ساهمت في بلورة كثير من المدارس والأنماط الإدارية . وأصبح هذا المفرد ( الإدارة ) يظهر مدلوله بصورة دقيقة بحسب الكلمة المضاف إليها - الإدارة الإستراتيجية – الإدارة بالحب - الإدارة بالتناوب – الإدارة بالأهداف – حتى يقال الإدارة الأمريكية والإدارة اليابانية والإدارية الماليزية على اعتبار أن لكل إدارة لها مدخل يوثر في صياغة الأفكار المعرفية والطرق المنهجية في التعاطي معها .
ولعل من أنواع ما ذكر الإدارة بالأهداف هذا النمط الإداري الذي ابتكره (( بيتر داركر )) وفكرتها الأساسية تحديد أهداف واضحة لكل قسم أو وحدة إدارية بالتنسيق مع المدريين في سلسلة من العمليات يشترك فيها الرئيس والمرؤوس يتم الاتفاق على جملة من المعايير لضبط الأداء وتقويم الإنجازات المتوقعة بصورة دورية .
وهذا النمط من الإدارة يقوم على مجموعة من المبادئ الهامة :
- مبدأ إشباع حاجات الذات :
حيث يمارس الفرد قدراً من السلطة حينما يتاح له مساحة للتفكير وإبداء الرأي وتحديد الأهداف المرجوة منه ، كما أن الإدارة بالأهداف ترتبط أنظمة الحوافز فيها على الإنجاز ومدى القرب أو البعد من الأداء المثالي للنتائج المتوقعة .
- مبدأ التشارك في تحديد الأهداف :
والذي يعني أن هناك مساحات مجهولة يدركها المرؤوسون في القسم الذي يعملون فيه تكونت لديهم نتيجة الخبرة وتقييم السياسات والاستراتيجيات التشغيلية للقسم أو الوحدة أو نتيجة معرفة تخصصية تجهلها الإدارات العليا ، وتساهم هذه الزوايا المجهولة في رفع كفاءة الإنتاج للوحدة أو القسم ، مما يجعل المشاركة في رسم النتائج مسألة تكاملية تلتقي فيها سلسلة الأهداف المطلوبة من الإدارات العليا مع أهداف الوحدات الدنيا .
- مبدأ الالتزام :
وهذا المبدأ هو النتيجة الطبيعية لمبدأ المشاركة والذي ساهم الفرد في سلسلة العمليات المتتابعة لرسم الأهداف التي سيعمل من أجل تحقيقها وكانت القرار النهائي الذي كان طرفاً في صياغته لنفسه ، والذي حتما سيورثه الحماس الكافي للتفاني في تحقيقه .
خطوات تطبيق الإدارة بالأهداف :
تختلف النظم المتبعة في المؤسسات والتنظيمات التي تتبع نمط الإدارة بالأهداف من حيث النمط المناسب لعملية التخطيط وأنظمة الرقابة والمتابعة والإشراف ، وتوجد بعض الأعراف الإدارية والتي تتبع خطوات لتطبيق الإدارة بالأهداف يمكن إجمالها على النحو التالي : ـ
الخطوة الأولى :
الاتفاق على الأهداف العامة للمنظمة خلال الفترة القادمة بالاشتراك مع الجهات ذات العلاقة في قمة الهرم المؤسسي .
الخطوة الثانية :
توزيع الأهداف العامة مكتوبة على الرؤساء في الإدارات العليا بحسب الاختصاصات والمسؤوليات بصورة واضحة وغير متداخلة .
الخطوة الثالثة :
تكليف الإدارات الوسطى بصياغة الأهداف الذكية التي سيعملون على تحقيقها في ضوء أهداف الإدارات العليا .
الخطوة الرابعة :
تحديد أهداف الخط الإداري المباشر على ضوء أهداف الوحدات التنفيذية التي يتبع لها
الخطوة الخامسة :
تحديد هدف كل موظف مرؤوس على أهداف الوحدة التنفيذية وذلك بالتعاون مع وحدته ورئيسه .
الخطوة السادسة :
وضع خطة عمل كل موظف في المنشأة متفق عليها مع الرئيس المباشر ويلتزم الجميع بالتنفيذ .
الخطوة السابعة :
المراجعة الدورية ( تحدد الفترة الزمنية بصورة مسبقة ) للأهداف التي حققها كل بحسب خطته ، مع تقويم الإنجاز واتخاذ ما يلزم حيال ذلك .
هذا وإن كانت الإدارة بالأهداف من أفضل الأنماط
الإدارية لرفع الفعالية والكفاءة ، لكن يبقى التحدى الأكبر في مدى تطبيق مثل هذه الأنماط الإدارية في المؤسسات المحلية العاملة وقدرتها على إشاعة ثقافة الإنجاز المخطط وربطها بالأهداف والنتائج المسبقة ، ويظل الاهتمام بالفرد ورعايته ورفع درجة الولاء المؤسسي لديه هما الرهان الأول والأخير القاعدة الحقيقية في نجاح الإدارة بالأهداف و إطالة المدى الزمني للمؤسسة .