الاستاد الجزائري الذي شهد المباراة السابقة
"لماذا الجزائريون يكرهون المصريين؟ الجزائريون لا يكرهون المصريين فقط، وإنما يكرهون العرب أيضا".. لم تفلت هذه الكلمات من لسان مشجع مصري متعصب في ظل التنافس المحتدم بين البلدين على بطاقة التأهل لكأس العالم المقبلة، وإنما جاءت على لسان إعلامي مصري يوصف بـ"الكبير والمشهور".
ودون الخوض كثيرا في الردود الجزائرية على تلك الكلمات، والتي حملت أوصافا مثل "الفاسق" ومطالبات من قبيل "قطع اللسان"، فإن الإعلام الجزائري هو الآخر لم يكن أقل تعصبا واحتقانا، ولعل أقرب مثال على ذلك تلك الاتهامات التي وجهتها صحف جزائرية لمصر برشوة أحد حكام لقائها الأخير مع رواندا.
كما تحول إستاد البليدة الجزائري الذي استضاف الجولة الأولى بين الفريقين في يونيو الماضي لما يشبه "كتلة اللهب" بسبب إسراف الجمهور في إشعال الألعاب النارية، ما دفع "الفيفا" لفرض غرامة مالية على الجزائر.
هذه الأجواء العدائية المشحونة برياح الكراهية دفعت صحيفة "الجارديان" البريطانية للتعليق على مباراة الفريقين الفاصلة والمرتقبة في 14 نوفمبر المقبل قائلة: "بعد 20 عاما.. مباراة الكراهية بين مصر والجزائر تعود من جديد"، في إشارة للمباراة الفاصلة التي لعبها فريقا البلدين عام 1989.
إذن هي "مباراة كراهية" حتى الآن، بالرغم من الجهود التي يبذلها العقلاء في الطرفين، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تتحول أي منافسة رياضية بين فريقين عربيين إلى ساحة كراهية؟ على غرار معارك الهجاء بين شعراء الجاهلية.
من وجهة نظرك، لماذا تنطلق "حروب الكراهية" هذه؟ ومن يقف وراءها؟ وكيف السبيل إلى منعها؟ وهل الشعوب العربية -بالفعل- تحمل لبعضها البعض كل هذه الكراهية التي تغترف منها وسائل الإعلام.