تهويد الحرم الإبراهيمي مرحلة متقدمة لتهويد القدس
· في خطوة جديدة لتهويد المواقع الأثرية الإسلامية، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الأحد 21-2-2010 ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح، الذي يقول اليهود إن به قبر راحيل والدة النبي يوسف، في مدينة بيت لحم، إلى قائمة "المواقع التراثية" اليهودية وقال نتنياهو لدى إعلانه القرار:.. هذا واجبنا أن نمنح أطفالنا هذا التراث". وأضاف أن: "وجودنا كدولة ليس مرتبطا بالجيش فقط أو بمناعتنا الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني الذي سننقله للأجيال المقبلة، وفي قدرتنا على تبرير ارتباطنا بالبلاد"، وذكر موقع صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن قرار الحكومة يعني أنها ستقوم خلال المرحلة القادمة بعمل الموازنات لتطوير والنهوض بهذه الأماكن. وبحسب الصحيفة، فمن المتوقع أن تبلغ ميزانية تطوير المواقع اليهودية الأثرية، التي يصل عددها لـ 150 موقعا، حوالى مائة مليون دولار، "بهدف الحفاظ على العلاقة التاريخية بين إسرائيل والشعب اليهودي وخلق تفاعل من قبل الإسرائيليين مع هذه المواقع وما تحمله من تاريخ لليهود
· وأضافت "هاآرتس" أن مجلس المستوطنات سارع لمباركة قرار الحكومة، وأعرب عن دعمه لنتنياهو بشأن هذا القرار. وقال رئيس المجلس داني ديان إن: "القرار يمثل إنجازا مهما وتاريخيا للشعب اليهودي"، مطالبا بضم العديد من المواقع الأخرى إلى القائمة، وخاصة قبر يوسف في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.من جهتها، اعتبرت دائرة الآثار الإسرائيلية أن قرار الحكومة "يحافظ على التراث اليهودي والاهتمام به، وذلك من واقع المسئولية لإسرائيل عن هذه المواقع المهمة". كذلك رحب بالقرار العديد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) الذين كانوا يحاولون داخل الكنيسة طرح إدخال هذه المواقع على القائمة.ويأتي ذلك ضمن خطة خماسية لتهويد معالم أثرية في فلسطين المحتلة، وترميم أخرى، وإقامة مشاريع تراثية مرتبطة بالتاريخ والتراث اليهودي المزعوم، بهدف معلن هو "توثيق العلاقة بين مواطني إسرائيل والشعب اليهودي في الشتات، وبين تراثه التاريخي والصهيوني في إسرائيل". وتشمل الخطة أيضا إقامة نصب تذكارية، ومتاحف صغيرة، ومسارات للمشاة، ومواقع أثرية وحدائق، ومراكز معلومات، وترميم مواقع قائمة.
ويعد الحرم الإبراهيمي من أهم المعالم الإسلامية في مدينة الخليل والتي تبعد حوالى 35 كم جنوب مدينة القدس وهى المدينة المقدسة الثانية فى فلسطين بعد القدس وسميت ” الخليل ” بعد أن سكنها خليل الرحمن سيدنا إبراهيم و زوجته و ولده إسحاق و يعقوب ، ومات ودفن فيها و نقل إليها جثمان سيدنا يوسف من نابلس وهي مدينة إسلامية عريقة بناها العرب منذ آلاف السنين، وتعود أغلب مبانيها الحالية إلى العصر الأموي وقد وقعت فيها موقعة إجنادين وهي من المعارك الفاصلة فى فتح بلاد الشام بين جيوش المسلمين والروم عام 13 هجرياً وقد استشهد بها عدد كبير من الصحابة منهم عكرمة بن أبى جهل وسعيد بن العاص أخو عمرو بن العاص ويصل عدد قرى محافظة الخليل حالياً أكثر من 100 قرية أهمها و أكبرها قرية بيت جبرين ، وبها قبر الصحابى تميم الدارى.وقرية حلحول و بها قبر سيدنا يونس ، وقد بنى السلطان برقوق فوقه مسجداً وقرية دورا وبها قبر يعرف بأنه قبر نبى الله نوح وقرية بنى نعيم وبها قبرسيدنا لوط
وكان الحرم الخليلي ملكًا خالصًا للمسلمين إلى أن وقع الاحتلال الصهيوني في سنة 1967م ، وسمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمتطرفين اليهود بتدنيسه؛ بحجة إقامة الطقوس اليهودية فيه، وككل خطوات الإسرائيليين ابتدأت الطقوس بالأفراد لتنتهي بالاستيلاء على أكثر من ثلثي الحرم، وإحاطته بحراسة دائمة ومشددة بحجة حماية المستوطنين، ومنع وقوع احتكاك بينهم وبين المسلمين و اتخذت زيارة اليهود للحرم الإبراهيمي طابعًا استفزازيًّا تظاهريًّا حين قام الإرهابي الصهيوني الحاخام مائير كهانا زعيم " رابطة الدفاع اليهودية " المعروفة باسم " كاخ " باقتحام مدينة الخليل على رأس مجموعة من أتباعه وإقامة طقوس يهودية بشكل جماعي وعلني يوم 27 /8 / 1972م ، وفى أكتوبر من نفس العام استدعى الحاكم العسكري الإسرائيلي مدير أوقاف الخليل ورئيس قيِّمي الحرم وأبلغهما قراره بسقف المسجد الداخلي المكشوف، وتخصيصه لليهود، وزيادة عدد الكراسي، ووضع خزائن لحفظ التوراة، ومنع المسلمين من الصلاة على موتاهم فيه، وتقليص عدد الساعات المسموح لهم بالصلاة فيها؛ مما أدى إلى رفض الهيئة الإسلامية العليا في القدس للقرار، واعتباره انتهاكًا لمقدسات المسلمين، بالإضافة إلى عدم قانونيته، ومن المعلوم أن مستوطني "كريات أربع" المجاورة للخليل- وهم من العناصر المتطرفة -لم تتوقف اعتداءاتهم على الحرم بشكل دائم ومستمر، بما في ذلك نهب محتوياته، وتمزيق المصاحف فيه، وإنزال الهلال عن قبته التاريخية، وسرقة ساعاته الأثرية، والاستيلاء على مخطوطات إسلامية لا تقدر بثمن، وفي كل مرة يتم فيها مواجهة أهل الخليل للمستوطنين دفاعًا عن الحرم؛ كانت مطالب المستوطنين للإشراف على الحرم تزداد إصرارًا، وإجراءاتهم تتصاعد في الاعتداء على السكان العرب،
وفي فجر يوم الجمعة 15 من رمضان المبارك 1414 هـ الموافق 25/2/1994 م كانت مذبحة جماعية ومجزررة ذهب ضحيتها حوالي 90 شهيدًا وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى، كانوا داخل الحرم الإبراهيمي، وكانوا يؤدون صلاة الفجروقد شارك فيها الجيش الإسرائيلي وجموع مستوطني " كريات أربع " وكان كلبها الخنزير " باروخ جولدشتاين " اليهودي الأمريكي الأصل الذي يعمل ضابطًا في جيش العدو الصهيوني حيث دخل باروخ غولدشتاين، إلى المكان الذي يصلي فيه المسلمون صلاة الفجر ، وبدأ بإطلاق النار، فقتل 29 منهم، قبل أن يتمكن من تبقى منهم قتله، وفي خارج الحرم قتل جنود الاحتلال 31 فلسطينيا من المحتجين علي المجزرة وبعد المجزرة شكلت الحكومة الصهيونية لجنة على اسم رئيسها القاضي شمغار، وأغلقت المدينة لعدة أشهر، اتخذت خلالها هذه اللجنة عدة قرارات منها تقسيم الحرم الإبراهيمي قسمين: القسم المسمى الإسحاقية للمسلمين، وبقية المسجد لليهود، على أن يتم إغلاق الإسحاقية أمام المسلمين في الأعياد والمناسبات اليهودية علي أن واقعة المجزرة جاءت ضمن سلسلة تصاعدية من الاعتداءات المتكررة التي لم تجد من جانب السلطات الإسرائيلية إلا أذنًا صماء وعينًا عميا .
وبعد المجزرة رتب إتفاق الخليل في17 يناير 1997 مع السلطة الفلسطينية والذي قسم المدينية إلي منطقتين H 1 وتشمل حوالى 80% من مساحة المدينة يسكن بها حوالى 125 ألف فلسطينى من أصل 160 ألف (تعداد 2007)وتكون تابعة للسلطة الفلسطينية . ومنطقة H2 وتشمل حوالى 20% من مساحة المدينة وتضم المدينة القديمة وكذلك الحرم الإبراهيمى ويسكن بها حوالى 35 ألف فلسطينى + 800 صهيونى وتضم خمس بؤر استيطانية وتقع تحت السيطرة الإسرائيلية كما تم تقسم أوقات الصلاة بين المسلمين واليهود كما تنص الإتفاقية علي عدم فتح المسجد ودخوله إلا بموافقة مشتركة من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وهو الذي يعرقل في كثير من الأحيان صلاة المسلمين داخل المسجد وخاصة بعد سيطرة الأمن الإسرائيلي علي أبواب المسجد الثلاثة وغلق أحداها بشكل نهائي لدرجة أن الأذان أصبح لا يرفع في كثير من الأحيان داخل المسجد حيث منعت سلطات الاحتلال الأذان بدعوى إزعاج المستوطنين المتواجدين في القسم المحتل من الحرم الشريف". كما أنه ممنوع طوال يوم السبت بسبب العيد الاسبوعي عند اليهود.
وفيما يمنع المسلمون من دخول المسجد في كثير من الأوقات فإن اليهود يدخلون ويقومون بكل أنواع الفساد تحت ستار إقامة شعائرهم الدينية فيقوموا بتدنيسه ويأدوا صلوات تلمودية يهودية فيه، ويطلقوا مزاميرهم وابواقهم داخل المسجد. لدرجة أنهم يشربون الخمر داخل المسجد وفي ساحاته في كثير من الأحيان كما قسم المسجد إلى قسمين غير متساويين بين المصلين للفلسطينيين والمستوطنين اليهود، حيث خصص لليهود أكثر من 65% من مساحة الحرم البالغة 4 دونمات، و35% فقط للفلسطينيين، وما تبقى للمسلمين فقط هو مقام النبي إسحاق عليه السلام وزوجته السيدة رقية، وجزء من مقاميْ النبي إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة، وهذا الجزء يتمثل في نافذة، ينظر من خلالها للمقامين واحتل اليهود الحضرة الإبراهيمية والحضرة اليعقوبية ومعظم الحضرة اليوسفية، والصحن والمنبر والبهو الداخلي الكبير، وحظرت على المسلمين دخولها، وخصصت لهم مساحة ضيقة للصلاة في الحضرة الإسحاقية والجوالية كما يوجد في داخل الحرم وما حوله 29 كاميرا تصوير وأجهزة لالتقاط الصوت عن بعد، وتتم مراقبة المصلين أثناء دخولهم وصلاتهم وخروجهم من المكان ويعتبره المستوطنون اليهود مكاناً خاصاً بهم، ويتمتع بقدسية كبيرة من جانبهم، حيث يتم إغلاقه بالكامل أمام المصلين المسلمين خلال العام لعشرة أيام، ويقتصر الوجود اليهودي فيه أثناء أعياد "العرش، البيسح، التوبة"... وغيرها من الأعياد العبرية.