محاور مشروع إسرائيل في تهويد القدس
إن موضوع تهويد مدينة القدس وإسقاط هويتها الإسلامية هو مشروع إستراتيجي منظم للعدو الصهيوني منذ 42 سنة يهدف من خلاله إلي إزاحة هذا الرمز الإسلامي من الوجود حتي تسهل عليه مهمة تهويد الدولة فوجود القدس بهويتها الإسلامية هو حجر العثرة الرئيسي طبقاً لما يراه اليهود في تهويد الدولة نظرأ لما يتمتع به هذا المكان من إرتباط إسلامي وثيق .
لذلك دأبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في تنفيذ جزء من هذا المخطط غير أن الحكومة الأخيرة إتخذت أولوية قصوي وأكدت علي هدف " حسم مصير القدس " وسارعت في وتيرة تهويد المدينة علي المسارين الجغرافي والديمغرافي وتعزيز كل الإجراءات الأمنية والإدارية لذلك وذلك في ضوء فزعها من :
• تزايد أعداد المقدسيين رغم كل ما تقوم به لإخلائها
• إختلال ميزان القوي بعد حرب لبنان الثانية 2006
• نتائج المواجهات المخيبة لليهود في حرب غزة
معالم إستراتيجية حسم مصير القدس وتهويدها من خلال ثلاث محاور :
• إستبدال هوية القدس من الهوية الإسلامية إلي الهوية اليهودية من خلال :
1. خلق مدينة يهودية مقدسة بالبلدة القديمة موازية للمقدسات الإسلامية مشتركة معه في المركز ذاته وهو المسجد الأقصي وهو ما تطلق عليه إسرائيل مشروع " مشروع تطوير الحوض المقدس "
2. تحقيق وجود يهودي دائم ومباشر في المسجد الأقصي ومحيطه من خلال الكنس المنشرة علي أسوار المسجد وأسفل المسجد وفي محيطه إضافة إلي السماح المستمر للمجموعات اليهودية بإقتحام المسجد والدخول والصلاة وإقامة شعائرهم فيه .
3. تدمير المعالم الإسلامية بالمدينة : من خلال منع الترميم وإحداث حفريات بالقرب منها أو تحتها بحجة البحث عن معالم يهودية مما يتسبب في تصدع هذه المعالم بما فيها المسجد الأقصي .
4. تفريغ الأحياء الفلسطينيّة المحيطة بالمسجد الأقصى من سكّانها، والحدّ من قدرة الفلسطينيّين على الوصول إلى المسجد الأقصى والبلدة القديمة .
5. الترويج لمدينة القدس كمدينة يهوديّة: وذلك من خلال تنظيم الجولات السياحيّة في المدينة وفق مسارٍ يتجاهل المقدّسات الإسلاميّة، ومن خلال إقامة مهرجانات واحتفالاتٍ بالمناسبات اليهوديّة الدينيّة والقوميّة .
• تحقيق أغلبيّةٍ ديمغرافيّةٍ يهوديّةٍ مريحةٍ في المدينة بوصفها عاصمة الدولة من خلال :
1. سنّ قانوناً ( في عام 1973 ) يُحدّد نسبة الفلسطينيّين في المدينة بـ22%
2. تكثيف الاستيطان: يوجد في القدس اليوم بمساحتها الجديدة داخل الجدار-والبالغة بشطريها 289 كم2عدد 69 مستوطنة تُسيطر على مساحة تُقدّر بـ163 كلم2، ويسكنها حوالي 270 ألف مستوطن.
3. الترويج لمدينة القدس كمركز سكنيّ: تُعدّ القدس مدينة طاردةً للسكان اليهود، فخلال السنوات 1980–2005 بلغت الهجرة السلبية من المدينة حوالي 105 آلاف مستوطن، ولمواجهة هذا الأمر صادقت حكومة الاحتلال في 7/8/2007 على خطّةٍ بقيمة 200 مليون دولار، تهدف لجذب السكان اليهود للانتقال والعيش في مدينة القدس وإعطائهم مزيد من الحوافز .
4. إنشاء جدار فاصل في القدس يهدف إلي ضمّ أكبر مساحةٍ ممكنةٍ من الأرض إلى الحدود البلديّة للمدينة، مع طرد أكبر عددٍ ممكن من المقدسيين منها. وبالرغم من أنّ المقدسيّين حاولوا مواجهته بشكلٍ تلقائيّ، من خلال الانتقال بأعدادٍ كبيرة إلى الأحياء الموجودة داخله. إلا أنّ الجدار ومع اكتمال بناء حوالي 90% منه، تمكّن من عزل أكثر من 154 ألف مقدسيّ عن مدينتهم، مع مصادرة أكثر من 163 كلم2 من الأراضي الفلسطينيّة .
5. تهجير السكّان الفلسطينيّين ورغم أن المحتلّ لم يكن يلجأ إلي هذه الطريقة على نطاقٍ واسع إلاّ نادراً. لكنه أصبح اليوم يميل إلى تبنيها كسياسيةٍ معتمدة، ضمن جهده المستميت لتعديل ميزان الدايمغرافيا، قبل أن تسوء الأحوال أكثر بالنسبة له. ويُهجّر الاحتلال السكان المقدسيين من المدينة عبر أسلوبين رئيسين، هما؛ سحب بطاقات الإقامة الدائمة، أو ما يعرف بـ"الهويات الزرقاء"، والبطاقات التي سُحبت بين سنتي 1967-2006 يبلغ عددها 6,396 بطاقة. أما الأسلوب الثاني فهو التهجير الجماعي، وقد أعادت سلطات الاحتلال تفعيله خلال سنتي 2008 و2009 ليشمل أكثر من 174 عقاراً في خمسة أحياء هي: البستان، والعباسية، والشيخ جراح، والطور، والحي الشمالي للبلدة القديمة.كما تزيد من التضيق المعيشي علي أهل القدس بغرض دفعهم للهجرة إلي خارجها .
6. شراء ومصادرة أراضي ومنازل المقدسيين :بدايةً من عرض مبالغ طائلة تقدر بملايين الدولارات نظير بيع أملاكهم في البلدة القديمة إلي مصادرة الأملاك وهدم المنازل من خلال عدد من القوانين التي تسمح لهم بذلك أوالإستيلاء عليها بالقوة والبلطجة و تحت حماية الشرطة الإسرائيلية
• إعتماد مشروعات وبرامج سياسية تهدف إلى تحويل مدينة القدس إلى "العاصمة اليهوديّة الموحّدة والأبديّة" لدولة الاحتلال، وهو يسعى لتحقيق ذلك من خلال:
1. تُخصّيص ميزانيّة سنويّة تُقدّر بـ 1,019 مليار دولار أمريكي، لبلديّة الاحتلال في القدس وحدها لدعم هذا المشروع
2. إعتماد موازنات مالية ضخمة لعدد من الجهات الرسميّة الأخرى العاملة في القدس لدعم هذا المشروع .
3. المجتمع اليهوديّ و"يهود الشتات" يُقدّمون لهذا المشروع دعماً سنويّاً لا يقل عن 180 مليون دولار سنويّاً .
4. المناداة الدائمة من قيادات إسرائيل السياسية في كل المؤتمرات الدولية والسياسية والمفاوضات والمعاهدات بأن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الإسرائيلية حتي يصبح هذا الموضوع أمر واقع .
5. توفير كافة عوامل الدعم المهني واللوجستي والاختصاصيين وأطقم العمل اللازمة للمشروع
6. توفير الغطاء القانوني لحكومة الاحتلال وأجهزتها المختصة لتحقيق هذا الهدف من خلال سن قوانين وتشريعا .
إعداد أكاديمية فلسطين بالأسكندرية ..أكتوبر 2009