13. مجزرة الطنطورة 22 – 23/5/1948: (مقتل 50 وإصابة العشرات)
الطنطورة قرية عربيةفلسطينية ، تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ،على بعد24كمإلى الجنوب من مدينة " حيفا " .. كان عدد سكانها عام 1945م "1490" نسمة .
المجزرة : نفذت هذه المجزرة ، الكتيبة الثالثة من لواء " الكسندروني" .. وكانت الخطة الإسرائيلية تقضي بمهاجمة الطنطورة على محورين : شمالي وجنوبي ، وبأنتقوم وحدة من لواء " كرميلي " بقطع طريق النجدة من ناحية المثلث الصغير ، بينمايقطع زورق من سلاح البحر طريق الانسحاب من جهة البحر . وقد زودت كل وحدة منالمهاجمين بمرشد للطريق من مستعمرة " زخرون يعقوب " المجاورة ، والتي كان سكانهايعرفون الطنطورة جيداً .. واحتفظت قيادة الكتيبة بوحدة احتياط للطوارئ .
لمتبادر الطنطورة إلى فتح معركة مع " الهاجاناه " لكنها رفضت شروط هذه الأخيرةللاستسلام ،
أخذ القتلة الرجالَ من أبناء الطنطورة إلى مقبرة القرية ،وأوقفوهم في صفوف، وجاء القائد الإسرائيلي وقال مخاطباً جنوده:" خذوا عشرة "،فانتقوا عشرة من الرجال واقتادوهم بالقرب من شجيرات الصبار ، وهناك أطلقوا النارعليهم ، بعد ذلك عادوا وأخذوا عشرة آخرين كان عليهم أن يخلوا الجثث ، ليتم بعد ذلكإطلاق النار عليهم أيضاً ، وهكذا تكرر ذلك تباعاً .. ثم أطلق القتلة رصاصهم علىالمزيد من أهل القرية بنفس الطريقة .
وعلى مسافة قريبة من مسجد القرية كانتثمة فناء، بالقرب منه أوقفوا الشبان على امتداد جدران البيوت ، كان ثمة طابور يضمحوالي "25" شخصاً صف خلفهم أيضاً فتيات ، ووقف في مقابلهم حوالي عشرة أو اثني عشرجندياً إسرائيليا، وعندئذ قام هؤلاء الجنود بكل بساطة بإطلاق النار على الشبانالذين سقطوا شهداء في المكان ..
وشوهدت " 40" إلى "50" جثة في أماكن أخرىمن القرية ،صلبوا على امتداد الجدران وأطلق القتلة الإسرائيليون النار عليهم بنفسالطريقة ..
أحد الأطفال حاول مناداة أمه مستنجداً ، لكن القتلة أطلقواالنار عليها.
وقد دفنت جثث الضحايا في حفر كبيرة ، حفرتين للشبان ، وحفرةصغيرة للفتيات .
ويؤكد " ثيودور كاتس " وهو عضو كيبوتس " مغيل " ، في بحثجامعي تقدم به للحصول على لقب " الماجستير " من جامعة " حيفا " ، والذي ركز فيه علىمجزرة الطنطورة وكشف الكثير من خباياها ، بأن ما حدث في الطنطورة كان " مذبحة علىنطاق جماعي " .. ويذكر " كاتس " أن القرية قد تم احتلالها من قبل الكتيبة 33 منلواء " الكسندروني " في الليلة الواقعة بين 22و23 /مايو / 1948م ، وتم احتلالالقرية في عدة ساعات لكن في ساعات الصباح الباكر ، وكانت القرية كلها قد سقطت في يدالجيش الإسرائيلي ، انهمك الجنود لعدة ساعات في مطاردة دموية في الشوارع ، وبعد ذلكأخذوا يطلقون النار بصورة مركزة على مقبرة القرية . وفي المقبرة التي دفنت فيها جثثالضحايا من أهالي القرية في قبر جماعي ، أقيمت لاحقاً ساحة لوقوف السيارات كمرفقلشاطئ مستعمرة " دور " على البحر الأبيض المتوسط جنوب " حيفا " .
وفيالإفادة التي أدلى بها " شلومو أمبر " الذي كان يشغل منصب ضابط مسئول في الكتيبةالتي نفذت مجزرة الطنطورة ، جاء مايلي:
" التحقت بالجيش البريطاني لأننياعتقدت أن الشيء الأهم الذي يتعين على اليهود عمله يتمثل في محاربة الألمان ولكنناحاربنا في قرية الطنطورة" ويضيف هذا الضابط : " وفقاً لقوانين الحرب التي أقرهاالمجتمع الدولي ، ومن واجبي الإقرار بأنه حتى الألمان لم يقتلوا الأسرى العزل ،وبعد ذلك عاد الأسرى إلى بيوتهم سالمين ، وهنا في طنطورة قتلوا العرب " ، ويضيف " شلومو " قائلاً : دخلنا فيما بعد في معارك شرسة وجهاً لوجه ، ولكن لم يحدث أنارتكبت أعمال قتل من هذا القبيل على نحو عشوائي .. الصورة التي انطبعت في ذهني ، هيصورة الرجال في المقبرة ، رأيت هناك الكثير من القتلى ، وقد غادرت المكان عندمارأيت الجنود يقتلون ويقتلون ويقتلون ، ولذلك لا أدري كم كان عدد القتلى هناك ". ".
وقد شاهدت امرأة من نساء القرية جثة ابن أخيها بين الضحايا ، و هو " محمدعوض أبو إدريس " ، ولم تكن تعرف حين صرخت ألماً عليه ، أن أولادها الثلاثة قد قتلواأيضا في المجزرة ، وهذا ما عرف فيما بعد ، وأولادها هم : " أحمد سليمان السلبود " و" خليل سليمان السلبود " و" مصطفى سليمان السلبود " ، وعندما علمت أمهم بمقتلهمأصيبت باختلال عقلي ، لكنها بقيت تقول بأنهم أحياء وبأنهم يعيشون في مصر وسوفيعودون ، وماتت وهي تنتظرهم . وقد بلغ عدد ضحايا مجزرة الطنطورة "200-250" شهيداًمن أهلها .